الجمعة، 29 أبريل 2022

اللهم إني أسألك أمي وأبي وأخوتي

الكاتب: Ahmadomari   بتاريخ :  8:06 م   ليلة القدر، رمضان، أمي، أبي، أختي، أخي 1 تعليق

 

اللهم إني أسألك أمي وأبي سليمان سيد الرجال الشجعان وأخوتي؛ فريال لم ترها عيني، ووجع القلب الهام، وبكر أبي سامي الحاني وعامود البيت رغم صغر سنّه هشام؛ اللهم أجعل قبورهم أنس وأعيادهم في الجنّة أناة وإحسان.

اللهم أمي الزكيّة زكيّة مهجتي وبيت الروح والريحان «الفقيرة»، وهي بعض ابنتي، وابنتي قرّة عيني وسويداء قلبي لين وزوجي طعم الحياة والابتسام.

اللهم بحق العبرات الغاليات وقهر الرجال الجبال أجعل قبورهم روضة وجنان.

الخميس، 21 أبريل 2022

رمضان شهر الجهاد والغفران

 


بسم الله الرحمن الرحيم

دوسلدورف/أحمد سليمان العمري

أتى رمضان كعادته بزمان يشبه كلّ عام، فيه الحروب والظلم والمآسي، وبتفاضله أيضا بما فيه من هداية وخير، وبهذا المعنى قال الله تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ».

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: 

«إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنّة وغلقت أبواب النار وصُفّدت الشياطين».

وورد في الأثر أنّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، إذا دخل شهر رمضان صلَّى صلاة المغرب ثمّ تشهَّد فخطب خطبة خفيفة ثمّ قال: "أمّا بعد، فإنّ هذا الشّهر شهر كتَبَ الله عليكم صيامه ولم يكتب عليكم قيامه، من استطاع منكم أن يقوم فإنّها من نوافل الخير التي قال الله تعالى، ومن لم يستطع منكم أن يقوم فلينم على فراشه، وليتّقِ منكم إنسان أن يقول: أصوم إن صام فلان وأقوم إن قام فلان، من صام منكم أو قام فليجعل ذلك لله تعالى، وأقِلُّوا اللَّغو في بيوت الله عزّ وجلّ، واعلَموا أنّ أحدكم في صلاة ما انتظر الصّلاة، ألا لا يتقدّمنّ الشّهر منكم أحد ثلاث مرّات، ألا ولا تصوموا حتى تروه إلّا أن يُغمّ عليكم، فإن يُغمّ عليكم العدد فعُدّوا ثلاثين ثمّ أفطروا، ألا ولا تُفطِروا حتى تروا الليلّ يغسِقُ على الظِّراب».

وأورد ابن الجوزي شعراً:

الصَّومُ جُنَّةُ أقوامٍ من النَّار        والصَّوم حصنٌ لمَن يخشى من النَّار

والصَّوم سِتر لأهل الخير كلِّهمُ     الخائفين مِن الأوزار والعارِ

 

فضائل الصّيام

في هذا الشهر الفضيل تهذيب النفوس والأرواح، ولأنّه مدعاة لتوطيد الأواصر بين الأهل والناس وبين الغني والفقير، فالإذعان لطاعة الله والإحساس بالجوع والعطش داع إلى الإحسان بالعطف تجاه الآخرين من ذي الخصاصة.

وما أحسن ما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في الصّيام: «الصّوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع؛ لكلّ فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة؛ يستثير الشفقة، ويحضّ على الصدقة؛ يكسر الكبر، ويعلّم الصبر، ويسنُّ خلال البر، حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع».

ولعظم آثار الصّيام ورفعة منزلته بين العبادات لما فيه من تأديب للنفوس فإنّ الله تعالى تولَّى جزاءه بنفسه، وإذا تولَّى شيئا بنفسه دلّ على عظمه.

وفي ذلك قال سفيان بن عيينه: «هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدّي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلّا الصّوم، فيتحمّل الله عز وجل ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصّوم الجنة».

وقد دعا الرسول الحبيب إلى فضيلة بسط اليد بالعطاء في هذا الشهر الكريم أكثر من باقي شهور السنة، لإعتباره موسم إحسان وسخاء وطمأنينة، فينتظر الفقير الصّيام لقدومه بالعطايا وراحة البال، وقال ابن عباس: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان». كما ودعا إلى الزيادة بتلاوة القرآن والذكر والأعمال الصالحة بمطلقها.

ينبغي على الصّائم في هذا الشهر تغيير الأولوليات، لما بالشهر من مادّة روحانية تمنح طاقة وإيمان، فالروتين اليومي بين عمل وأسرة ومشاغل ومتطلبات تبعدنا عن خطاب الروح والتأمّل بالحياة والتفكّر بالممات والآخرة، وبإعتباره نهج تربوي واجتماعي وصحّي، قائم على التزام الجماعة والتحلّي بالصبر ومخالفة النفس متطلباتها، بالمقابل كرّم الله الصائمين وأعطاهم سُبحانه وتعالى من واسع عطائه وفضّلهم على غيرهم، وبيّن سبحانه أنّه يُثيب على الصّيام بغير تقدير، كما جاء في الحديث: «كلّ عمل ابن آدم يُضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، وقال الله عزّ وجلّ: إلَّا الصّوم، فإنّه لي وأنا أَجزي به».

 

منهيات الصّيام

لقد نهى الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الصّائم عن الرفث والفسوق، ويُعرّف الرفث في الإسلام على ذلك الذي يطلبه الرجل من امرأته من جماع ومعاشرة، فهو التصريح بذكر الجماع والإعراب به. ويأتي مباحا ومحرما، كما في شهر رمضان في الصّيام.

أمّا الفسوق فيعرّف على أنَّه الخروج عن الشرع وطاعة الله تعالى بفعل الحرام وترك الواجب، وقد يكون الفسوق فسوقا أكبر بارتكاب الكبائر أو فسوقا أصغر بارتكاب الصغائر. وجدير بالقول ذكر الله تعالى الفسوق والفاسقين في القرآن الكريم في مواضع عديدة، فقد قال: «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ».

والنهي كذلك عن الصّياح والخصام والشتم والمشاجرة. والمراد بالنهيِ عن ذلك هو تَأكيد حالة الصّوم، وإلَّا فالنهي في عموم الحياة والأشهر كلّها.

وتمام الصّيام بمنع الجوارح عن الآثام باجتناب الفحش وقول الزُّور، فإن تَكلَّم أو فعل بما لا يفسد الصّيام، فتشابه الجوارح الروح قولا وفعلا فيصحّ الصّيام والأجر بالقيام، كذلك يكون الصّوم المشروع، وليس المقصود مُجرَّد إمساك عن الطّعام والشّراب.

فمن مقاصد الصّوم العظمى هي تَحقيق التقوى وكسر جماح الشّهوة، وترويض النّفس، وفي هذا الحديث يحذّر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من اقتصار الصّيام على الامتناع عنِ الأكل والشّرب فحسب، فمن لا يترك الكذب والميل عن الحقّ وترك الباطل، فإنّ الله لا يريد منه أن يترك الطّعام والشّراب، وليس المعنى أن يؤمر الصّائم العاصي لأمر ما أن يترك صيامه، إنّما هو التحذير من الإستهانة بالمعاصي ونقصان الأجر في أكثر العبادات قربة من الله، فيترك المسلم الطعام والشراب ويمتنع عمّا حلّله له الله في غير هذا الشهر مع شدّة الصّيام والتعب لينقص ثوابه بالمعصية كبيرها أو صغيرها.

وقال الحبيب المصطفى: «مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ، والعمَلَ به، والجهْلَ؛ فليس للهِ حاجةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَه وشَرابَه»، وفي حديث آخر: «رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صِيامِه إلَّا الجُوعُ»؛ فالصّوم مكتمل الأركان هو كبح الجوارح والنفس عن الآثام وتطويع النفس على تركها لما بعد الشهر، حتى تصبح المآثم جريمة يجتنبها العبد خوفا وطوعا وإذعانا لأمر الله ونيل الراحة والطمأنينة، التي لا تحصل إلّا بسلامة الروح وصفاء السجية وحسن النية وطيب العمل بالرضية.

وللصائم فرحتان عظيمتان إحداهما في الدنيا والثانية في الآخرة؛ أمّا الأُولى فهي فرحة الإفطار، وكأنّها هدية الصائم الكبرى، وبها تَمام صومه وخاتمة عبادته، أمّا الثانية إذا لقى ربّه فرحا به، وهو الفوز العظيم باللّقاءِ وقبول الله تعالى صومه وحسن الجزاء.

 

الجهاد في رمضان

وهناك جانب آخر لا بدّ من ذكره في الشهر للعبرة والعظة، وهي تلك الحروب والفتوحات التي خاضها المسلمون في رمضان وسنامها غزوة بدر؛ حقّق المسلمون النصر العظيم وهم قلة صائمون أمام كثرة منعّمون.

ومعارك أخرى في رمضان انتصر بها المسلمون كفتح مكّة وعين جالوت وحطين والقادسية، ومعارك كثيرة يخوضها الشعب الفلسطيني الباسل أمام الإحتلال في كلّ رمضان، كما رمضان هذا العام أيضا ونحن ننتصفه؛ ودّعنا أوّله ونستقبل أواخره بالحجارة والصدور العارية؛ تقف مدجّجة بالعزيمة والإيمان أمام جيش جرّار مسلّح بأحدث آلة حرب وخوف؛ يحفّه الرعب والانهزام. 

الجهاد في سبيل الله فيه عزّة الإسلام، كما أنّه أفضل الأعمال وأجلّها، وما وصل المسلمون إليه من ذلَّ إلّا عندما تركوا الجهاد، وركنوا إلى الدبلوماسية التطبيعية من حجم الضعف الذي يعتريهم، فتكالبت عليهم الأمم.

والتذكير بالجهاد في هذا الشهر المبارك هو نظرة للوراء بماض وضّاح، علّه يرشدنا للنهج الصحيح لنستطيع الخروج من مستنقع التطبيع أو الوجوم والخنوع، اعتادته الأنظمة العربية الإسلامية؛ قذف الله في ضمائرهم الوهن ونـزع المهابة من قلوب أعداء الأمّة.

إنّ فضائل رمضان لا تحصى، إلّا أنّ الذود عن العرض والأرض في هذا الشهر الفضيل هو أقرب الأعمال إلى الله تعالى، وخاصّة بعد اقتحام المسجد الأقصى والصّمت ودور المتفرّج المعيب تحترفه الدول أمام القتل والتنكيل وتدنيس القبلة الأولى.

فليكن الماضي الإسلامي والعربي المشرق عبرة نستشفّ منها الفائدة لمستقبل يمنحنا القوة للوقوف أمام الأمم النّدّ بالنّدّ، بدلا من دور التابع الذي آل إلى نهج دولة تتوارثه الأنظمة بينها.

جعل الله لنا هذا الشهر الكريم مع صيامه وقيامه شهر عزة وغلبة، وكلّ عام وأنتم والأمّة بخير. 

Ahmad.omari11@yahoo.de

 

السبت، 19 مارس 2022

‏بين حروف الحرب الروسية الأوكرانية

 

بسم الله الرحمن الرحيم


دوسلدورف/أحمد سليمان العمري


سقطت بغداد ودُمّرت سوريا والحروب الأهلية الطاحنة ما زالت تودي بحياة الآلاف بين أطفال ونساء وشيوخ وعُزّل، وجنود يقتل الأخ أخيه في اليمن وليبيا، وفلسطين ما زالت نجلاءها تنزف، غير أنّ هذه المآسي الإنسانية في المنطقة لم تكن غير عناوين صحف، بينما الغزو الروسي على أوكرانيا روّج الغرب لمعاناته حتى فتحت الدول حدودها دون وثائق سفر، وجعلت من روسيا خطرا يهدد العالم.


معايير القوى والضعف والتمييز العنصري، حتى بين أبناء النحلة الواحدة فضحتها المشاعر الإنسانية جرّاء الحرب بجلاء.

التصريحات الأمريكية والأوروبية حول العقوبات الإقتصادية على روسيا تتزايد لحظياً، فبعد فرض مجموعة الدول السبع الكبرى عقوبات غير مسبوقة على روسيا طالت البنك المركزي إلى جانب إجراءات عقابية واسعة النطاق ضد كبار المسؤولين ورجال الأعمال في البلاد، بما في ذلك الرئيس الروسي «»فلاديمير بوتين ووزير خارجيته «سيرجي لافروف»، والتي بدأت مع إعلان البنك الدولي إيقاف جميع مشاريعه في روسيا، واستبعاد موسكو من نظام «سويفت» المالي العالمي، حيث تُمثّل جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك شبكة للتراسل لضمان المدفوعات الدولية، ليسجّل إنخفاض «الروبل» الروسي منذ الغزو أدنى مستوى له على الإطلاق.

فصل مجموعة مختارة من البنوك الروسية عن نظام المدفوعات الدولية يوجّه ضربة اقتصادية موجعة لروسيا بدون شك؛ لكنّه سيُلحق ضرراً كبيراً بالمؤسّسات الغربية والبنوك في ذات الآن.

يقول أستاذ الاقتصاد الأمريكي «مايكل هدسون»: «إن الولايات المتحدة تُدمّر ذاتياً، ويشير إلى أنّ سياستها دفعت روسيا والصين إلى نسج علاقات أوثق، وأنّ الدبلوماسيين الأمريكيين اختاروا إنهاء «الدولرة» الدولية بأنفسهم، بينما يساعدون روسيا في بناء وسائلها الخاصّة للإنتاج الزراعي والصناعي بالاعتماد على الذات».

تزامن تصريح «هدسون» مع تقارير تتحدّث عن تحرّك العملات المشفّرة وخاصّة «بيتكوين» جنباً إلى جنب مع الأصول الخطرة قبل أسبوع حسب التقريب، وهي الآن الأصل الذي يعتمد عليه الروس والأوكرانيون لإخراج أموالهم من النظام التقليدي الذي أصبح معاديا للغاية.

علّ البتكوين هي الطريقة الفعّالة التي تُمكّن موسكو من الالتفاف على العقوبات الغربية، بظل ارتفاع حجم تداوله اليومي منذ الغزو الروسي بنحو 260% حتى يوم 5 مارس/آذار.

ليست روسيا وحدها التي تعاني العقوبات الاقتصادية، إنّما الاتحاد الأوروبي والغرب برمّته أيضاً، وتحديداً ألمانيا؛ فقد وصل اليوم سعر البنزين إلى 2.30 يورو والديزل 2.31، ليكون الأعلى في تاريخ ألمانيا، إضافة إلى خلو المحال التجارية من الزيت النباتي لأنّ رفع الأسعار شملته ليرتفع بأكثر من 100% أيضاً، ناهيك عن فقدان الدقيق من السوق ومخاوف ارتفاع أسعاره، ولن يقف التسارع عند هذا الحدّ.

أمّا إرتفاع أسعار الغاز التي بدأت مع قرارات العقوبات فلها حصّة الأسد، هذا لأنّ نسبة استهلاك ألمانيا من الغاز الروسي تصل إلى 50% وأوروبياً 40%، ففي حال انقطاع الإمداد الروسي، ستحتاج الدولة إلى بدائل بكميات كبيرة في شتاء هذا العام، كون ألمانيا ليس لديها محطات للغاز المسال - إذا أقرّته كبديل - فضلاً عن تكلفته العالية لتسييله وتبريده بدرجة كبيرة (ناقص 162 درجة) ونقله في السفن، الأمر الذي يتطلّب استخدام الطّاقة، وكتبعة بديهية الإضرار بالمناخ.

‏واخيراً الشركة النفطية الروسية «روس نفط» الفرع الألماني تعرّضت لقرصنة إلكترونية وسُرقت بياناتها. وتعد الشركة واحدة من إحدى منشآت البنية التحتية الحيوية للدولة.


ورطة الغاز الألمانية

تُخطّط الحكومة الفيدرالية بالفعل لبناء محطات مناسبة في الموانئ المحلية، ولكنّ كلّ هذه البدائل أصبحت أعباء أضافية على الدولة ترتّب عليها تناقض في القرارت بين التبعية لواشنطن وحاجتها الماسّة للغاز، فقد أوقفت العمل بـ «نورد ستريم 2» وفي نفس الوقت صرّح «أولاف شولتس» بعدم استغناء ألمانيا عن الغاز الروسي.

التعتيم الإعلامي الغربي حول الضغوطات الاقتصادية التي تعانيها دول الاتحاد تشبه تلك التي تمارسها أنظمتنا المهترئة. لأول مرّة تتشابه المؤسّسة الإعلامية الغربية بتغطية الحرب، وكأنها نسخ ولصق، علاوة على إقصاء كلّ من يغرّد خارج السرب.

فقد وصلت التبعة الأوروبية وتحديداً الألمانية للإدارة الأمريكية بحذف مقابلة للسياسي المخضرم، المستشار الألماني الأسبق «غيرهارد شرودر» من كلّ القنوات والمواقع لأنّه خالف النصّ الغربي الواحد تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، وعرّى الإدارة الأمريكية ودميتها الأوروبية، ولم تكتف الحكومة بذلك، إنّما يعمل الحزب الديمقراطي الذي كان يرأسه في الماضي على فصله.

الغريب في الأمر أنّ أوكرانيا استثنت «شولتس» وطلبت يوم 10 مارس/آذار من «شرودر» التدخّل، بحكم العلاقة الودّية مع بوتين. وبحسب صحيفة «بوليتكو» الأمريكية فإن شرورد الآن في موسكو دون إطلاع الحكومة الألمانية.

على ما يبدو أنّ حالة اليأس الأوكرانية دفعت بهم لتجاوز الحكومات واللجوء إلى أشخاص، وخاصّة بعد فشل محادثات أنطاليا يوم 10 مارس/آذار، وهي الأولى على هذا المستوى منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير، حيث جمعت وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» ونظيره الأوكراني «دميترو كوليبا»، ولقد أبدى اللقاء مدى بعد الجانبين عن السلام، بالإضافة إلى فشل جولات المحادثات بين وفدي موسكو وكييف التي عُقدت مؤخّراً في بيلاروسيا.

لا أستبعد نجاح شرودر، كون بوتين وحده في روسيا صاحب القرار.

لقد أعرب السياسي الألماني «كلاوس فون دوهناني» وهو من الحزب الحاكم بكلمات صدمت السياسيين الألمان عن قلقه حيال تطور ألمانيا في حلف الناتو، إذ قال: «سنكون منطقة إمداد وسيؤدّي هذا إلى نهاية ألمانيا. علينا أخذ الدروس من الحرب الباردة. أمريكا تحاول إقحام ألمانيا وفرنسا ومعهما دول الإتحاد في مواجهة مع روسيا، محاولة منها إضعاف الأخيرة».

صورة فقط عن الإعلام الغربي الحالي.

لقد وصل ما تمخّض عن العقوبات الروسية إعلان الجهات الألمانية المسؤولة عن احتمالية انقطاع الكهرباء جرّاء قرار عدم استيراد الغاز الروسي، بدءاً من تحقيق الحلم الأمريكي بإيقاف نورد ستريم 2، وإيقافه واحد من أهم الأجندة الأمريكية، بذريعة استخدام بوتين الغاز الروسي كأداة ضغط على أوروبا، لإستبداله بالأمريكي الطبيعي المسال عال التكلفة، الذي تروّج له الإدارة الأمريكية منذ فترة كحلّ دائم.

لقد أتت الحرب الروسية الأوكرانية مواتية لسياسة أمريكا بما يتعلّق بإيقاف خط أنابيب الغاز، الذي بدأ العمل به في عام 2011م لمضاعفة السعة السنوية لتصل إلى 110 مليار متر مكعب. فقد قدّم «جو بايدن» تصريحات حول الحديث مع المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل» لإيقافه، واللافت للنظر أنّه بعد لقائه بها والحديث إليها لم يتطرّق لطرح مشروعه.

بإيقاف نورد ستريم 2، بينما في عهد الحكومة الجديدة أولاف شولتس وبظل حملة المقاطعات الهائلة ضد روسيا أتى تعليق العمل به كخطوة صعُب على المسشار الجديد رفضها، بالإضافة إلى ضعف الدور الأوروبي أمام التنفّذ الأمريكي في أوروبا؛ بدت واضحة ومُخجلة بغياب «ميركل».


تحوّل السياسة الألمانية

حقيقة أن المستشارة السابقة أستطاعت وضع سياسة ألمانية وأوروبية مستقلّة نوعا ما عن التدخّل الأمريكي.

كنت بصفة شخصية متفائلاً بشخص أولاف شولتس، غير أن الحرب وضعته بسرعة على المِحك ليظهر دوره التابع للإدارة الأمريكية بأكثر من التوقعات.

مصطلح «تحوّل السياسة» من التركيز على القضايا الإقتصادية لصالح الإعتبارات الأمنية والعسكرية ما يزال في ألمانيا ضعيفا للغاية رغم ما تنفّذه الحكومة الجديدة في السياسة الأمنية؛ توصف بثورة غير مسبوقة.

لسنوات كانت ترفض ألمانيا تحقيق هدف الناتو البالغ ٢%، لتقرّ قبل أيام تزويد الجيش بـ ١٠٠ مليار يورو قبل نهاية العام الحالي، حيث طالب وزير المالية «كرستيان ليندنر» بزيادة الإنفاق العسكري، إذ قال: «سنوفر للجيش الألماني كل ما يحتاجه من أجل مهمته». والذي قابله رفض رئيس كتلة الحزب الحاكم «رولف موتسنيش»؛ وصف الدعم الهائل بالخطوة غير الحكيمة معتبراً زيادة التسلّح ليس حلاً للأزمة، إضافة إلى رفضه تأسيس الترسانة النووية في فرنسا كردع نووي أوروبي، والذي تسبّب بدوره بإنقسام داخل الائتلاف الحاكم.

‏ألمانيا تسمح، وبكلّ سذاجة بأنّ تكون المموّل للمشاريع العسكرية الأمريكية.

لا محال أنّ فرض العقوبات غير مسبوقة النظير على روسيا واستبعاد بعض البنوك والبيلاروسية معها من شبكة الاتصالات المصرفية السريعة «سويفت» خلق حالة قلق كبيرة ومخاوف من عدم اليقين، لدرجة أن أحداً لم يستطع الأسبوع الماضي سحب أموالاً من الصراف الآلي في موسكو.

ولكن أوروبا في الجانب الآخر تشاطر روسيا هذه العزلة.

من السهل على الولايات المتحدة تصعيد العقوبات الاقتصادية على روسيا كيفما شاءت، فحجم الإستثمار والتبادل التجاري بين البلدين لا يؤثّر كثيراً على أمريكا، لكنّ المصالح الاقتصادية بين دول الإتحاد وروسيا كبيرة، بحيث تنشُط فيها 6000 شركة ألمانية، كما قُدّرت الوظائف المرتبطة بالعلاقات الألمانية الروسية اقتصادياً بنحو 400 ألف وظيفة.

لذلك فإنّ خسارة دول الإتحاد الأوروبي جرّاء العقوبات أكبر من خسارة حليفها الأمريكي بكثير، وتحديداً قطاع الطاقة والنفط، وقد بدأ تاثيرهما يظهر سلبا منذ الأزمة.

السؤال الذي بات الآن يؤرّق العالم والغرب بصورة خاصّة، هو ما يدور برأس بوتين. «روديجر فون فريتش»، سفير ألمانيا السابق في موسكو يجيب عليه دون أن يطمئن أوكرانيا وحلفائها: «إننا نتعامل مع هواجس رجل عجوز وفقدانه للواقع. فلاديمير بوتين لديه حلم روسي عظيم وصدمة أبدية. هذه الحرب حربه وحده. المشكلة هي أنّ الأخير ألغى منذ فترة طويلة جميع الإجراءات التصحيحية الممكنة لأفعاله؛ فقد السيطرة، وهو الآن وحده، وهذا يجعل الأمر بغاية الصعوبة لتقييمه. نحن نتعامل مع أفعال رجل واحد ولا نعرف إلى أين يقودنا».

ahmad.omari11@yahoo.de

الأربعاء، 2 مارس 2022

صندوق «كريدي سويس» الأسود: أسرار سويسرا

الكاتب: Ahmadomari   بتاريخ :  6:13 ص   credit suisse leak بدون تعليقات
صندوق «كريدي سويس» الأسود: أسرار سويسرا

تصدّر البنك السويسري «كريدي سويس» قبل أيام قائمة الـ «ترند» العالمية بسب تسريب بيانات بعض عملائه الحسّاسة أسماءهم، سمُيّت بـ «أسرار سويسرا»؛ شخصيات ليسوا من عامّة الناس، إنّما مدراء مخابرات أو رؤساء مؤسّسات دولة، وحكّام تتلقّى دولهم مساعدات أوروبية وأمريكية لفقرها. 




أثار هذا التسريب ضجّة عالمية بسبب قانون البنوك السويسرية وسياسة البنوك التي تحمي لا بل تساعد بطريقة ممنهجة لإيداع أموالٍ مصادرها مقدّرات أوطان وإجرام. 
 بدأ البنك السويسري الذي يحتلّ المركز الثاني على مستوى الدولة بعد تسريب بيانات عملائه بالتأرجح، ممّا دعا الاشتراكيون الديمقراطيون السويسريون إلى تغيير القانون، مرفقاً بتحذير من منظمات صحافية وإعلامية من تقييد قانون البنوك لحرية الصحافة. تبيّن أنّ البنك في السنوات الأخيرة يغطّي قضايا أرصدة أصولها فساد ويُقبل على عثرات قانونية كثيرة. 

 مؤسّسات إعلامية ألمانية بعضها متلفزة سلّطت الضوء على النُخب في العديد من البلدان النامية والماضي المظلم لـ «كريدي سويس»؛ ماضٍ قد تضرب عواقبه الآن مستقبل البنك بشدة. منذ الأربعينيات وحتى العقد الماضي والبنك يقدّم لأرصدة المجرمين والسياسيين الفاسدين ورؤساء الأجهزة السّرّية المثيرين للجدل ملاذاً آمنا. 

 قام مجهول بتسريب مجموعة بيانات لصحيفة «SZ زوددويتشه تسايتونغ»، «NDR نورددويتشر روندفونك» و«WDR إذاعة غرب ألمانيا» لعرضها للرأي العام، وأرفق مع البيانات خطاباً قال فيه: «أعتقد أن السّرّية المصرفية السويسرية غير أخلاقية (...). هذا الوضع يُمكّن الفساد ويحرم البلدان النامية من عائدات الضرائب ومقدّرات أوطانها». 

 تقارير من شأنّها تكملة ما بدأته «أوراق بندورا». ولكنّ حكّام العرب براء دائماً كالعادة، والدليل هي جلّ أصوات الشعوب المتعالية «المعثّرة» والطفرانة والجوعانة والمديونة والمحبوس بعضها، لأنّها تجرأت أمام ولي الأمر وقالت: «لا يجوز»؛ تلك هي التي ستقف للدفاع عن سيف الدولة. 
عندما نشرت «زوددويتشه تسايتونغ» يوم الأحد 20 فبراير/شباط حول العلاقات المشكوك بها بين البنك والعملاء وجدت بعض وسائل الإعلامية السويسرية نفسها مضّطرة للحديث عن الفضيحة، فنشرت صحيفة «نويه تسوريشر تسايتونغ»، «لوتون» و «20 دقيقة» عناوين مقتضبة، بعضها كتب «فضيحة جديدة» وأخرى كتبت «أعمال كريدي سويس القذرة»، وكأنّ التقرير وليس المحتوى هو الخبر.

 اللافت للنظر أنّ تسريبات البيانات والآلية التي خرجت من خلالها إلى الضوء لعبت دوراً جانبياً في المواقع الإخبارية السويسرية، وهي والمعنيّة بذلك لم تشارك في التحرّي رغم أنّ «الإئتلاف التجاري» قد تواصل مع بعضها. 

في خضم الجدل الدولي وافق «أندريا كاروني» السياسي السويسري الذي دعا في عام 2015م إلى توسيع المادّة 47، من قانون البنوك لعام 1934م، والذي يُشدّد ويحظر على الصحفيين تقييم البيانات المصرفيّة السّرّية حتى لو كانت للمصلحة العامّة. بالمقابل اتخذ محرّرو «تاميديا» موقفاً أكثر وضوحاً بشأن هذه النقطة وتعاونوا مع «زود دويتشه تسايتونغ». وتاميديا هي مجموعة إعلامية خاصّة ضخمة في سويسرا، فقد وظّفت في عام 2020م ما مجموعة 3632 موظفاً، في سويسرا والدنمارك ولوكسمبورغ وألمانيا. 
 
العميل فوق القانون 
ولكن على ما يبدو أنّ عمل البنوك هو الأهم وليس القانون، ولهذا السبب تحديداً تحتاج سويسرا إلى الصحفيين الذين يُسمح لهم بالبحث والتحرّي دون قيود قانونية، من شأنها دعم الفساد بإسم حماية العميل. «إنّه لمن العار أنّ يفعل الزملاء الأجانب الآن هذا الشيء من أجلنا». حسب صحيفة «تاغيز أنتسايغر». 
وعلى المستوى الأوروبي قال الأمين العام للاتحاد الأوروبي للصحفيين «ريكاردو جوتيريز» أنّ سويسرا لا تحترم المعايير القانونية الأوروبية المتعلّقة بحريّة التعبير وحريّة الصحافة، فالدولة تضع المصالح الخاصّة للمصرفيين قبل المصلحة العامّة. أشبة ما يكون بالأنظمة الإستبدادية. 

وفي سويسرا قالت عضو المجلس الوطني للديمقراطيين الاجتماعيين «سميرة مارتي» أنّ المادّة الرقابية التي تحظر وسائل الإعلام السويسرية من الكشف عن الجرائم الضريبية يجب أن تتغّير، كما وأشار رئيس حزبها «سيدريك فيرموت» إلى مبادرة أخرى من قبل حزبه، والتي تهدف إلى تشديد العقوبات المفروضة على هيئة الإشراف بالسوق المالية السويسرية. 

بالمقابل أحرجت هذه التصريحات «أندريا كاروني» الذي يتبنّى سياسة الخصوصية في البنوك ومنع العمل الصحافي من التدخل في بياناتها، وتصريحه مشهور في هذا الصدد، وأعيد تداوله يوم الأحد الماضي 21 فبراير/شباط : «ليس من عمل الصحفيين نشر بيانات سرّية وشخصية مسرّبة»، إبّان مناقشة قانون البنوك لعام 2014م. 

من ناحية أخرى طالبت منظمة الشفافية الدولية ومراسلون بلا حدود الحكومة السويسرية والبرلمان بتعديل القانون وبالعمل الجدّي حيال المادّة 47 من قانون البنوك السويسري، والتي تشكلّ تهديداً لا يطاق لحريّة المعلومات المتمثّلة بالصحافة. 

بنك «كريدي سويس» يتيح بمنهجية لتمكين الجرائم المالية، لا بل ويساعد المسؤولين الفاسدين في جميع أنحاء العالم في غسل أموالهم ويقدّم نصائح عن الآلية الأفضل لذلك

بينما تدعو الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مثل هذا السلوك البنكي؛ من شأنه تمكين الفساد وإفقار الشعوب حيث ينشغل الحكّام العرب بالدفاع عن أنفسهم وتقدّم ذرائعاً واهية أقرب إلى السخرية حول تضخّم أرصدتهم في سويسرا. 
 
الكلبتوقراطية وبسط الطبقية 
كلّما تفاقمت الكلبتوقراطية يزداد الفقر عند الشعوب ويكثر الولاء للحاكم. معادلة تخاطب الواقع، فالدولة تصفع باليمين وتشرع الشمال ليُقبّلها العديم. سياسة دول وممارسات من شأنها خلق الطبقية الممنهجة. 

أكثر عملاء «كريدي سويس» حساسية هم حكّام الدول الفقيرة وأعوانهم؛ يقتاتون من رغيف الفقير. لائحة تسريب الأسماء كبيرة ولا أجد داعيا لذكرها، وهي موجودة في الصحف لمن أرادها. 

 حصيلة الأرصدة الأوروبية الموجودة في هذا البنك بسويسرا لا تتجاوز ١٪، بينما جنوب أمريكا، باكستان وآسيا، والشرق الأوسط وجلّ المنطقة العربية مثل ليبيا، مصر، العراق، الجزائر، عُمان واليمن التي تعاني حرباً أهلية وجوعاً يستأثر رئيس مخابراتها السابق على مقدّرات وطنه الجريح، والأردن رجلها الأول الملك عبدالله هو أيضاً صاحب أصول وأرصدة فيه، ومعه سمير الرفاعي، تقلّد مناصب لا تحصرها مقالة، وآخرها الحالية، رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والملك من حجم ثقته به عهد إليه برئاستها. 

 في أوج الربيع العربي عام 2011م كان الرفاعي يترأس رئاسة الوزراء وأسقطته المظاهرات العارمة في الشوارع حينها. يبدو أنّه لم يسقط فعلياً، هذا لأنّ التسريب السويسري كشف أنّه أفتتح حساباً ثالثاً في ذات البنك بعد بضعة أشهر فقط. 

وعندما سُئل الرفاعي عن هذه الأصول، قال: جاءت من بيع الأراضي الموروثة والعقارات. جواب لا يختلف من حيث الاستخفاف عن أرصدته في سويسرا. 
ولا ننسى مدير المخابرات العامّة ورئيس جهاز الأمن القومي الأردني المقترح، سعد خير. شخصيات يتسلّمون رئاسة مؤسّسات من شأنها الحفاظ على الوطن، وبدلاً من ذلك يسرقون مقدّراتها. 

أرقاماً كافية لإخراج الأردن من أزمتها الإقتصادية، وتسليم مناصب لأصحاب شبهات وصلت سمعتهم السيئة العالم مدعاة للتفكّر، والغريب أنّ جلّ عامّة الشعب يصفّق. مؤسّسات ودوائر حسّاسة في الدولة يتسلّمها تجّار وطن. ‏‎

ا
لذرائع الواهية التي قدّمها الديوان الملكي حول حسابات الملك وزوجته مخجلة ومُعيبة. ما الذي يدفع ملك البلاد لفتح أرصدة في بنوك سرّية بالمليارات خارج دولته؟ لأنّ الأردن مستهدف مثلاً؟
 

 الآلية البنكية التي ينهجها البنك الأخير قائمة على الفساد والتهرّب الضريبي والأهم السّرّية التي تحمي عملائهم وتمكّنهم من سرقة مقدّرات أوطانهم. أرصدة البنوك السويسرية، وتحديداً الذي نحن بصدد الحديث عنه، هي المؤشّر الرئيس إلى الفساد ومصادر الأموال والأصول غير القانونية، وإلّا لكان الإيداع بشكلّ علني في الدولة التي يحكمها رئيس الدولة أو رئيس وزرائها أو مدير مخابراتها، ولشاركهم الموظّف والراعي والفلاح ذات البنك. غريب! التسريب البنكي وأسماء حسّاسة تصدّرتها لائحة التسريب ذكرّتني بالمثل الأردني القائل: 
«التلم الأعوج من الثور الكبير»
 هذا المثل يختصر الحال في الدول «المستوية» وفي الطليعة العربية. لمن لا يعرف «التلم» فليسأل صاحبه الفلاح، الفلاح سابقاً، هذا لأنّ أرضنا بارت وباعوها للحريري وآخرين.

الخميس، 24 فبراير 2022

طالع كتبي أو مقالاتي مجاناً، من منزلك أو من «الحاكورة»

الكاتب: Ahmadomari   بتاريخ :  2:14 ص   بدون تعليقات
كتبي تحاكي القضايا العربية والعالمية، تارة من خلال كتاب موضوعي جاف وأخرى بطريقة سردية سلسة على شكل رواية أو قصيدة منثورة مصوّرة حيناً، أو في ديوان. وبصورة دوريةمقالة في الصحف الأردنية والعربية.

‎‎أوقفوا خطف أطفالنا

أحمد سليمان العمري/دوسلدورف
أطفالنا قرّة أعيننا وسويداء قلوبنا؛ نهرب بهم إلى أقاصي البلدان البعيدة جغرافياً وعرفاً وديناً جبراً للحفاظ عليهم وحمايتهم من جلّاد يؤذي بالسوط بإسم الوطنية، فنضيّعهم في القارّة الباردة بإسم العرف وتارة بإسم الدين وأخرى جهلاً.
فبالله بعضاً من الرأفة بإسم الحب والإعزاز والكلف.
في بلادنا العربية المنكوبة تغلب العاطفة في جلّ حياتنا على الموضوعية؛ سياسياً اقتصادياً واجتماعياً وعلى كلّ الأصعدة. لذلك يبدو أنّ أحد أهم فشل الأنظمة العربية هي إقحام العاطفة بغير مكانها، فننتخب ابن العشيرة في البلدية والبرلمان، لنختار نهاية الحكومة بذات الآلية أو الجهويّة، وهي لا تختلف عن نظام القبيلة بشيء. فقط على سبيل الطرح لا الحصر. ظهر فيديو متداول منذ قرابة ٨ سنوات ونيّف، وأُعيد تداوله بكثافة، يبيّن جهات حكومية سويدية تأخذ أطفال أسرة عربية. وجدت هذه المأساة - ظاهرها مأساة وباطنها رحمة - تعاطفاً وتضامناً قوياً مع الأسرة وغيرها من الأسر التي واجهت ذات المصير، مرفقة بعاصفة إعلامية مستمرة منذ قرابة أسبوعين ولغاية الآن، فكثر الهرج والمرج والنسخ واللصق، ونَشُط حاملي الخلويات الّذكية ليُقدَّم عمل المؤسّسات الحقوقية والإنسانية والرعاية على أنّه اختطاف واستهداف لأطفال العرب والمسلمين، فظهرت وسوماً داعية لاسترجاع الأطفال إلى أسرهم ومتضامنة معهم مثل ‎أوقفوا خطف أطفالنا وأوقفوا خطف أطفالنا في السويد، لتنتشر مثل النار في الهشيم. آلية طرح قضية العرب بإختلاف معتقداتهم والمسلمين في السويد، والتي تستند إلى مصدر واحد وهم الأسر المتضرّرة ومواقع إعلامية قدّمت هذه المسألة من ذات المصادر أُحادية الجانب، أي الأسرة، ومقابلات أخرى عرضت مداخلات لم تفِ بالغرض، بعضها قدّم الجانب القانوني الذي يدين بدوره الأسر المعنية وأخرى بيّنت ضعفاً بأعداد موظّفي مؤسّسة رعاية الأطفال بشكل عام والموظّفين المخّتصين أثّرت سلباً على إمكانيات مؤسّسة رعاية الأطفال والناشئة وأدائها، مؤطّراً بعدم فهم هذه الأسر حديثة الإقامة في السويد للقانون؛ أدّت هذه العوامل مشتركة إلى هذا المآل. الإعلام وظّف العاطفة بطريقة طرحه للموضوع لتهييج الشارع العربي، فتقديمه المآسي - إن صحّ التعبير - والتغطية الإعلامية الواسعة، بين مظاهرات ومقابلات لذوي الأطفال واستثناء المؤسّسات السويدية المعنية، وعوضاً عن ذلك مقابلات مقتضبة مع محامي الأسر وآخرين جعلت الإسقاط والإستناد للأسباب التي قدّمتها الأسر ومحامي بعضهم أو الموقع العربي أو الإسلامي يصعب التحقّق منه. المطّلع على الوجه الآخر لهذه المأساة، يعي تماماً أنّ ما يسمّوه في هذا الفضاء اختطافاً هو في حقيقة الأمر حماية للأطفال. ‏‎الأنظمة الأوروبية المعنية بشؤون الأطفال والناشئة وليس السويد وحدها تتفاعل عندما تلاحظ أنّ هناك تغيير سلوكي للطفل، وهذا لا يعني بالضرورة فصلهم عن ذويهم، فهذه الخطوة هي الخيار الأخير لحماية الأطفال، كأن يتعرّضون للضرب المبرح، فهي تحميهم عندما يتبيّن أنّ الأسرة تمارس العنف على أطفالها؛ تجنّبا لوقوع حوادث لا تُحمد عقباها ولا يمكن إصلاحها بأثر رجعي؛ والأمثلة كثيرة لا حصر لها، آخرها في ألمانيا قبل 6 أيام؛ سقط رجل على الأرض وطفله بين ذراعيه، فهزّه مرات عديدة غضباً ليفارق الحياة بعد أسبوع. الحقيقة أنّنا ترعرعنا في مجتمعات يمثّل الضرب بها جانباً أساسياً من التربية، والضرب المبرح أيضاً، لكنّنا لم نرى بهذا الجانب الذي يشبه حالات «غوانتانامو» من التربية شيء يضرّ بالطفل كون المجتمع كان مشتركاً مع الأباء والأخوة؛ يساهمون حيناً بالضرب ويسمّى تربية. أخذ بعض من اللاجئين الذين تركوا بلادهم هرباً من الموت على أيدي نظام الأسد وغيره هذا الموروث المجتمعي الجائر معهم، ظنّا منهم أنّ الضرب هو ضرورة في التربية؛ لم يعرفوا غيره. لذلك سنترك مسمّيات هذه الحالات في السويد إلى أولئك المظلومين جرّاء فصل أبنائهم عنهم من وراء هذا النوع من التربية. كرامة الإنسان لا تتجزّأ ا
فتتاحيه الدستور الألماني الذي يطابق السويدي ومعه الأوروبي هي المادّه الأولى، والتي تنصّ على
: كرامة الإنسان لا تتجزّأ، وترجمتها القانونية بأنّها غير محصورة على مجموعة عرقية أو جنسية أو دين، وتُطبّق على كلّ إنسان يعيش على أرضها. في المدن الأورويبة يوجد مساعدون للمحافظ، عمدة أو رئيس البلدية كلّ باختصاصه، فمنهم مساعد للشؤون الإجتماعية، وبهذا الصدد نتحدّث، وتحت إشراف هذا المسؤول أو المساعد تعمل إدارة شؤون الأطفال والناشئة؛ تتضمّن هذه الإدارة قسم يسمّى قسم دعم ومساعدة العائلة والشباب والأطفال. في حالة ملاحظة أي إشارات تدلّ على تعرّض الطفل إلى عنف جسدي أو نفسي يخبر من يلاحظ ذلك مديرية هذه الدائرة كالجيران، المدرسة أو الحضانة. وهنا تبدأ الإجراءات الأولية. في حالة وجود ضرب مبرح يقوم المسؤول بإتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية الطفل المتضرّر، بعدها تقوم المؤسّسة المعنية ممثّلة بالموظّف المسؤول بدراسة الوضع العائلي والأسباب التي أدّت إلى العنف، وبناءً على نتائج الدراسه يعمل الموظّف على وضع برنامج قانوني وتربوي لحماية الطفل وإعداده وتهيئته وعائلته على حدّ سواء للرجوع إلى بيت الأسرة. والإرشاد التربوي يعمل مع هذه المؤسّسة بالموازاة لدعم العائلة، بالإضافة إلى الخدمة النفسية المدرسية إذا دعت الحاجة في حال وجود مشاكل تربوية نفسية عند الطفل. الدراسة والإجراءات تتمّ تحت إشراف محكمة الشؤون العائلية، وللأهل في طبيعة الحال حقّ النقض في الإجراءات الإدارية والقانونيه. من أهم أهداف هذه الإجراءات هي تمكين العائلة بإيجاد جو تربوي إيجابي لتربية الأولاد ورعايتهم. إذن، الأمر ليس بهذه السهولة التي روّجت لها الجهات الإعلامية من خلال قصص من طرف الأُسر المتضرّرة، وهي قصص مؤلمة لا محال. الذي حصل في السويد من فصل الأطفال عن أسرهم هو تمخُّض عن قلّة خبرة الموظّفين المسؤولين فاعتمدوا على ثقة الموظّف بتقييم الحالة، لعدم وجود أخصّائيين كفاية لتغطية الحالات الكثيرة التي دخلت الدولة بالجملة، بالإضافة إلى جهل الأُسر جديدة الإقامة نسبياً بالقانون السويدي، فاجتمع جهل المسؤول مع جهل الأسرة. نهاية أود القول بأنّ الضرب أو الضرب المبرح ليس هو وحده السبب وراء سحب الأطفال من ذويهم، فهناك أسباب قد لا تكون ذات معنى في ثقافتنا كمراجعات الطبيب الدورية للأطفال، أو الغياب بشكل لافت للنظر عن المدرسة أو منعهم من المدرسة. كلّ هذه الأسباب ذريعة لتدخّل الجهات المعنية، أو حتى بأسوأ الحالات لزيارة الشرطة لمنزل ذوي الطفل. لذلك، يجب على الأسر البحث في قانون الدولة بما يتعلّق على الأقل بالأطفال تجنباً للوقوع بمثل هذه المطبّات الإجتماعية؛ قد تتحوّل بالتفاقم إلى مآسي يصعب حلّها. Ahmad.Omari@yahoo.de

السبت، 29 يناير 2022

نائب الشعب البارحة سجين اليوم، العجارمة

 

‏بسم الله الرحمن الرحيم

أسامة العجارمة 

أحمد سليمان العمري/دوسلدورف

«فأنفذوا بعث أسامة»، تيمّن الأردنيون بهذا الحديث الشريف تضامناً مع النائب السجين أسامة العجارمة وأطلقوه وسماً؛ تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعية في الأسبوع الأخير قبل المحاكمة، ليبدأ وسم آخر مضاد «عبث اسامة» يُدين العجارمة.

ولكن وللأسف لم يفلح الشارع الأردني والتضامن الشعبي الهائل بتغيير ما أبرمه القضاء، فقد أصدرت محكمة أمن الدولة حكمها على النائب المفصول أسامة الرحيل العجارمة 26 يناير/كانون الثاني بالأشغال المؤقّتة لمدّة 12 عاماً بتهم عدّة، أهمها تهديد حياة الملك.

كما وقرّرت المحكمة في الوقت نفسه على باقي المتّهمين المشتركين مع الأخير بالوضع في الأشغال المؤقّتة لمدّة تتراوح ما بين سبعة أعوام وثمانية.

تناول الشارع الأردني العام الماضي عبارة جديدة مؤطّرة بالاستهجان والاستغراب في آن، حيث صادق الإدّعاء في محكمة أمن الدولة يوم 25 أغسطس/آب على نصّ لائحة اتهام ضد عضو البرلمان المفصول، تحت إسم «التهديد الواقع على حياة الملك»، عبارة ليست رائجة أبداً في تاريخ الأردن، وعلّها نادرة في التاريخ الحديث.

الاتهامات المصادق عليها لا تقف عند تهديد حياة الملك، لا بل عصيان مسلّح وأعمال إرهابية والمساس بالأمن العام، بالمقابل نفى النائب السابق السجين العجارمة التّهم المسندة إليه، وأخبار تتحدّث عن إضرابه المفتوح عن الطعام وتردّي حالته الصّحّية، لدرجة عدم قدرته على الحركة والكلام؛ أعاقت نقله آنذاك من السجن للتحقيق. 

الاحتقان يولّد الانفجار؛ علّ الشارع الأردني وتوغّل النظام وتنفّعه الآن هو المثال الجاثم على صدور الأردنيين؛ جلّهم وجد بالنائب أسامة العجارمة ضالّته ليقتصّ من رجالات الدولة المتنفّعة ويُخضعها رغم أنفها لرغبة الأردني.

تعاطف الأردنيون مع النائب العجارمة لطرحه بداية موضوع انقطاع الكهرباء الذي شلّ الأردن العام الماضي، حين أرجأت الحكومة ذلك لذرائع واهية سخيفة آلت إلى مجلبة للسخرية بين طائر تسبّب بإنقطاع الكهرباء أو جرذ ضال، بالإضافة إلى مسيرة عشائرية آتية من الجنوب إلى العاصمة عمّان، تضامناً مع أهلنا بفلسطين، تحدّث عنها العجارمة، والتي أعاقها الأمن بقطع الكهرباء عن معظم محافظات المملكة منعاً لوصول القوافل التضامنية، حسب طرح الأخير.

كلمة النائب تحت قبّة البرلمان أثارت غضب وحنق الأردني الملتهب على الحكومة ونهجها المترهّل وتعمّدها عدم سحب السفير الإسرائيلي ليثأر لأخيه الفلسطيني من انتهاكات الإحتلال المتواصلة؛ لامست نجلاء الشارع «المستوي» جوعاً وعطشاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، هذا مع احساسه بالضعف وقلّة الحيلة أمام إنفاذ الدولة قرارات لا تمثّل الشعب على الإطلاق، لا بل تجابهه وتناقضه عرفاً وديناً وعروبة.

خَلُصت كلمة النائب العجارمة بـ «طُز» للنظام الداخلي والمنظومة البرلمانية برمّتها، ممّا دعا إلى تجميد عضويته لعام في 27 مايو/أيّار بإنعقاد جلسة برلمانية سرّيّة لم تتجاوز الـ ٥ دقائق، أُعتمدها النواب دون مناقشته على الإطلاق، فيها دلالة كافية على عيشنا تحت هيمنة نظام بوليسي دكتاتوري، فبرلمان يصوّت - وأشكّ بذلك - أو يعتمد مثل هذه القرارات لا يُحترم؛ فقد كان بالإمكان حلّ «الطُز» بطريقة دستورية بدلاً من الهيمنة والفوقية التي يمارسها النظام التنفيذي.

كردّة فعل قدّم العجارمة استقالته في 2 يونيو/حزيران لضعف الآلية البرلمانية وعدم استقلاليتها بالعمل التشريعي، وتدخّل الملك وقت شاء بحلّه وتشكيله - حسب نصّ الاستقالة - والتي أُعتبرت بمثابة صفعة حقيقية للحكومة وخطوة جريئة غير معهودة؛ وضع الأخير الحكومة أمام أمر واقع جديد لإعادة النظر بتفعيل الآلية الديمقراطية، وليس برلمان بمثابة «سروال» يُخلع في المساء ويفصّل آخر على مقاس خلفية الدولة.


ثلاث جدّهن جدّ وهزلهن جدّ، الطلاق والنكاح والعتق. 
في الأردن يا أسامة واحدة، الملك.

الزحف العشائري إلى ناعور

هذا كلّه جعل من النائب العجارمة البطل المنتظر لتحرير الأردنيّ من سطوة الحاكم وظلمه، فالتفّ الشارع حوله، ليتساءل الأردنيّ تزامناً مع ضجّة خلّفها الأخير عن استقالته، رغم الاصطفاف القبلي والشعبي خلفه، فهو النائب الذي توسّم أهله والأردن به خيراً؛ ما دون ذلك فالخيار الأكثر حكمة كان الرجوع تحت القبّة ليُمثّل نبض الشارع كسياسي؛ بدلاً عن ذلك دعا الأخير إلى تجمع عشائري في ناعور، جنوب العاصمة مكان إقامته وتجمّع عشيرته، مستشهداً بتحالف العشائر إبّان ثورة البلقاء في عام 1923م، فأقام بيوت الشَعر «خيم» وبدأ بإستقبال القبائل المتضامنة معه، ليتفاقم مع تزايد الوفود الداعمه له جنون العظمة وتمرّده على الدولة والمغالة والتعصّب للوطن والقومية بالعنجهية؛ دلّت عن غياب رزانة العقل والإستحكام في التحزّب، وخاصّة بالتعصّب الأعمى لمرجعية العشيرة ومحاولة منه استبدال دور الأخيرة البنّاء بالهدم، من خلال استخدام أرعن لمؤيديه؛ كان آخرها الحالة الهستيرية التي عاشها الأحد 6 يونيو/حزيران وساهم بها مَن حوله والتي تجاوزت الحالة المرضية.

الالتفاف القبلي حوله حينذاك لم يكن حكيم، وخاصّة بعد تصريحاته الداعية للقتل وإن كانت مجازاً؛ تعريضاً للملك بعبارة «وضع رصاصة بين عينيه» داخل مجلس النواب، هو خطاب بعيداً عن الإصلاح، إنّما هو تحريضي يرجع بنا إلى ما قبل الدولة.

الربط الآن بين الغضب الشعبي الذي يسبّبه الأداء الحكومي المتدنّي والمرواغ واستخدام العشيرة الذي دعا له النائب المُقال أسامة العجارمة معضلة لا يجب الخلط بينهما، لذلك فأنّه وبظلّ الفوضى العارمة التي تجتاح الأردن أصبح الإتكاء على العقل ضرورة مُلحّة، حتى نرقى إلى النقد البنّاء وخطاب إصلاحي رزين، بعيداً عن إجحام الدولة في حالة تمرّد طائشة ورعونة، دون أن يتجاوز حدّ تضامن أعمى، وثورة هوجاء يقودها تصرّف غير متّزن لنائب أغواه اسمه في الصحف والتفاف هائل بحسن النيّة وهمّ الوطن المسكين حوله.

‏الشاب الغيور الجريء النائب السابق والضابط اسامة العجارمة اعتاد السمع والطّاعة، ويُسمع ويُطاع؛ غرّرت به القبيلة وضلّلته و«نفخته»، فامتطى الخيل وشرع السيف بعرف القبلية وحمل البندقية بحسن نيّة، وتكلّم بلغتها بدل السياسية، ولجأ إلى العنجهية عوضاً عن الدبلوماسية، وعندما خانه اللفظ الأردني تركته العشيرة إنصياعا، وانفردت به الدولة فرصة والأجهزة الأمنية، وحاسبته على كلام اللغو، فحاكمه القضاء على أنّه تعريضات انقلابية ليكون عبرة لكلّ الأردنية.

أسامة العجارمة ضحية العشائرية، ترفع ولدها حتى يظنّ أنّه قادر، فتسحب البساط من تحت قدميه بأول رسالة من ديوان الملكية فيهوي، ومن شدّة الوقع يقول عن الهوى فتحمله جرّاً البوليسية.

‏ ثلاث جدّهن جدّ وهزلهن جدّ، الطلاق والنكاح والعتق. في الأردن يا أسامة واحدة، الملك.

Ahmad.omari11@yahoo.de

Back to top ↑

كلمات من العمري

في بداية خطابي أشكر زائريّ ممن بحث عني بأسمي أو دخل منزلي صدفة فراق له البقاء. وجزيل شكري لكل أصدقائي وأحبتي ممن يعملوا في الخفاء لنشر كلماتي دون تقديم أشخاصهم، إيمانهم بها أو بي وإن زل قلمي حيناً يقينهم إذعانَ قلبي وعقلي لها. لقد ترددت كثيرا قبل أن أفتح هذا الباب الذي عمل عليه صديقي الأستاذ أنس عمرو وصديقي الدكتور ضياء الزعبي - جزاه الله كل الخير- ولم يتركني حتى كَمُل على وجه رضيناه للأخوة القراء الكرام ... المزيد
كن على تواصل واتصال معنا

© 2018 أحمد سليمان العمري.
Design By: Hebron Portal - Anas Amro .