الثلاثاء، 23 يوليو 2019

نتائج مشروع شراكة التنقّل بين الاتحاد الأوروبي والأردن/أحمد سليمان العمري


نتائج مشروع شراكة التنقّل بين الاتحاد الأوروبي والأردن

دوسلدورف/أحمد سليمان العمري
احتضنت العاصمة الألمانية برلين في 29 و 30 آذار/مارس 2019م فعاليات مؤتمر "دعم شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية"، وهو الذي يضمّ 17 دولة و300 عضو. يشمل نشاطها 90 دولة في العالم، ويهدف المركز للعمل على خلق تعاون وشراكة حول قضايا الهجرة. تم توقيع شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية في أكتوبر/تشرين الأول 2014م.
 قام بإدارة المشروع وتنفيذه "المركز الدولي لتنمية سياسة الهجرة "(ICMPD) وهو مشروع تقني يهدف إلى دعم تنفيذ المشروع الذي أُطلق بداية في يناير/كانون الثاني 2016م.

تحظى هذه المبادرة التي استمرت ٢٤ شهراً بتمويل من الإتحاد الأوروبي وتحديداً خمسة دول دوناً عن غيرها، وهي بلغاريا، هنغاريا، بولندا، البرتغال ورومانيا، بتنفيذ وإدارة وتنسيق المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بالتعاون مع سفارة الأردن في المانيا.

ينقسم  المشروع إلى مرحلتين
المرحلة الأولى من المشروع التي ترأستها السيدة "مليتا غروفسكا - غراهام" عملت بشكل أساسي مع وزارة الداخلية "وحدة مكافحة الإتّجار بالبشر" ومديرية الأمن العام، ومديرية إدارة الحدود، ووزارة العمل والعدل ووزارة التنمية الإجتماعية، ومنظّمات المجتمع المحلي.
أمّا المرحلة الثانية ترأستها "سارة شليجر"، شملت برنامج تطوير ملف المغتربين، من حيث الخدمات وتنظيم الفعاليات، والذي قدّم معلومات عنهم وتوزيعهم الجغرافي والديمغرافي ومستوى المهارات ورأس المال ونوع الهجرة وتعزيز دور الحكومة في جمع البيانات، بالإضافة إلى خلق منصّة عبر الإنترنت من أجل إمكانية التواصل معهم وتعريفهم بالخدمات الحكومية المتاحة، مع تقديم دعم للحكومة لتنفيذ هذه الإستراتيجية وخطط العمل. ولقد خصّصت المديرية العامّة للمفوضية الأوروبية للتنمية والتعاون مبلغ 2،5 مليون يورو لمشروع شراكة التنقّل مع الأردن.
لذلك قرّرت الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي الربط ما بين معرفتها ومواردها ومصادرها. فقاموا ببناء منطقة الإستقرار والديمقراطية والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على التنوّع الثقافي والتسامح والحريّات الفردية. 
تركّزت الجزئية الثانية على دعم قدرة الحكومة الأردنية للتواصل مع جاليتها في الخارج، بحيث يعمل المشروع بشكل أساسي مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ووزارة العمل والسفارات والبعثات الأردنية والمغتربين الأردنيين وجمعياتهم.

عُقدت ورشة الاجتماع لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، هي:
1.         دعم السفارة الأردنية في ألمانيا لتعزيز جهودها في مجال التواصل والتوعية وتوفير الخدمات.
2.         إنشاء شبكة من المغتربين الأردنيين في ألمانيا المعنيين بالصناعات في مجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
3.         دعم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وسفاراتها حول العالم لتعزيز التواصل مع مغتربيها من خلال لقاءات مشابهة، وعبر رفع التوصيات التي يمكن تبادلها واستنساخها في أبرز بلدان المقصد التي يتوجه إليها الأردنيون.

سعياً نحو تحقيق هذه الأهداف ضمّ جدول الأعمال:
أ‌.                     حلقة نقاش بين الخبراء.
ب‌.                عرضاً تقديمياً من مركز الهجرة الدولية والتنمية.
ج.         جلسات عمل مصغّرة للتشجيع على النقاش وصياغة توصيات حول مواضيع تعاونية أساسية.
د.          معرض حول المبادرات المعنية بمجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ه.         جلسة أسئلة وأجوبة مع ممثلي السفارة الأردنية في ألمانيا.
مع انتهاء 30 يونيو/حزيران الماضي أُغلق مشروع "شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية ((JEMPAS"، والذي تضمّنت أهم مخرجاته استخلاص التوصيات والمحفّزات المواضيعية من الجلسات المتنوعة وإيجازها في ست نقاط:
1.                    التواصل مع الأكاديميين.
2.                   فهم الأنظمة والسياسات الحكومية.
3.                   التنسيق.
4.                   الإتصال والتواصل.
5.                   الإرشاد.
6.                   الدبلوماسية الثقافية.
أُختيرت هذه التوصيات استناداً إلى أولويات الأردن فيما يتعلق بإشراك المغتربين في مجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، على الشكل التالي:
         الإستثمار في شركات الأعمال التي تُعنى بمجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هو فرصة للمشاركة في تحسين طرح الحلول العالمية وتحريك عجلة النمو الإقتصادي الجديد في بلدان المنشأ والمقصد.
لعلّ الأكاديميين الأردنيين هم الأنسب لتحديد فرص تنفيذ أنشطة بحث في المجالات المذكورة، هذا لأنّ إشراك الجامعات والتواصل معها قد يمكّن المغتربين من التعرّف على فرص التمويل في مجال الأبحاث، وتقديم طلب للحصول عليها، والاستفادة من المعارف المكتسبة في الخارج.
بإمكان الشراكات مع أصحاب المواهب والمعارف المغتربين والمقيمين في الإتحاد الأوروبي أن تساعد الشركات الأردنية على الدخول إلى السوق الأوروبية. فوجود المغتربون كشركاء لتقييم مشاريع المستثمرين، نظراً إلى المعارف التي كوّنوها عن الأسواق في بلدان المنشأ والمقصد قد تؤثر إيجاباً على دخول الشركات الأردنية إلى السوق الأوروبية.
من الضروري الاستمرار في تطبيق برامج المغتربين لمساعدة أصحاب المواهب الأردنيين، لا فيما يتعلق بمشاريع خدمة المجتمعات المحلية فحسب، بل مشاريع الأعمال المستدامة أيضاً. في هذا الإطار يُسهم تعلّم اللغة الألمانية في سدّ فجوات التواصل بسرعة. حيث تدعو الحاجة إلى الاستثمار في مجال الاستشارات وتوفير المنافع المالية للمرشدين وبرامج الإرشاد، لضمان موافقة المرشدين رفيعي المستوى على دعم وتحسين إمكانيات المغتربين في مجال ريادة المشاريع. وعلى أثرها تمّ اقتراح تنظيم ورَش عمل وتدريبات بين ألمانيا والأردن لتكوين فهم أفضل للثغرات التي قد يحتاج المغتربون إلى سدّها في مجال التواصل الثقافي.
         تمّت مناقشة موضوع ابتكار المنتجات وتجديد مجموعة المهارات الأردنية المميّزة المتوفرة، لتحليل كيفية تمكين المغتربين الأردنيين في المساهمة لدعم الابتكار، بحيث يصبح محفّزاً للنمو الاقتصادي. إضافة إلى جمع الطلاب بالمغتربين ضمن إطار البرامج المذكورة ليتمكّن  المغتربون أصحاب المعارف دعوة الوافدين الجدد في عملية التعرّف على القواعد والأنظمة الوطنية وإنشاء منصّة تعارف للمغتربين للبرامج واللقاءات،  وتبادل المعارف والخبرات الخاصة بصناعاتهم، بهدف العودة بالفائدة على المناقشات الموّجهة نحو الابتكار.
من الضروروي إنشاء بوابة افتراضية تتضمّن معلومات عن الأردن، على نحو يتيح للمشاركين الألمان والأردنيين التواصل فيما بينهم، ليساعد في ازدهار الابتكار من خلال تأمين المرونة اللازمة لتنظيم الأفكار التي سيتم تبادلها بين المغتربين. ولتحقيق الإرشاد يمكن للمغتربين التشاور مع الشركات الأردنية ليتعلّموا منها كيف يصبحون أكثر ابتكاراً والتزاماً بمعايير الأتمتة والرقمنة العالمية. 
         يمكن أن تكون ريادة الأعمال أداةً قويةً لتحسين الفرص الاقتصادية وتمكين المجتمعات المحلية، سواء في الوطن أو خارجه، فضلاً عن مجتمعات المغتربين الذين غالباً ما يؤدّون دوراً أساسياً في إنشاء الشركات وتدريب رواد الأعمال الناشئين. بالإضافة لإنشاء شبكة توجيه وإرشاد للمغتربين في الصناعات ذات الصلة بالمجالات العلمية التي من شأنها تعزيز روح ريادة الأعمال. بحيث يمكن أن يؤدي الحوار بين المؤسسات الحكومية والمغتربين إلى تحسين السياسات التحفيزية، كتخفيض الضرائب المفروضة على الشركات الناشئة، والتي من شأنها توفير فرص التدرّج للمغتربين الأردنيين في الشركات الأردنية الموجودة في ألمانيا، وضمن الصناعات ذات الصلة بمجالات العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وما له من أثرفي دعم عملية ريادة الأعمال أكثر.
إنّ إنشاء منصّة أو تطبيق لنقل المعارف يحفّز على إطلاق الأفكار المتعلقة بالشركات الناشئة، ويؤمّن ملاحظات المغتربين أصحاب المسيرة المهنية المخضرمة، ويقدّم معلومات أكثر عمقاً عن الفروقات الثقافية، سيشكّل فائدةً كبيرةً بالنسبة للمجتمع المحلي ويمكّنه من تطوير مهارات جديدة .

المحفّزات
         إنّ توفير محفّزات ضريبية ثابتة لشركات الأعمال الناشئة سيبني الثقة ويحفّز على الابتكار ونموّ ريادة الأعمال. في هذا الإطار، تمثّل فرصة مطابقة للتمويل مع استثمارات المغتربين كطريقة لدعم نمو مشاريع الأعمال الجديدة، شأنها شأن توفير المحفّزات للمستثمرين في مرحلة مبكرة.
بإنتهاء هذا المشروع يبدأ عهد جديد في العمل على التوصيات والمحفّزات بحيث نخرج من الإطار النظري ونُقدم على تطبيق مخرجات الفعاليات التي استمرت لسنين. وكما أنّ الخطوات التحريرية تطلّبت من الدول الداعمة وقت وجهد، فلا محال أنّ الجزئية العملية بحاجة لإخلاص على المستوى الحكومي والشعبي والمؤسسي في آن. وانطلاقاً من هذا الدعم المادي والاستشاري والإدراي والعلمي الذي منحه ويمنحه الإتحاد الأروربي فيجب علينا تثمين هذه الوقفات والعمل على استثمارها ممثّلة بالتطبيق والإخلاص بالمقدّرات البشرية والمادية والضرب بيد من حديد لمن تسوّل له نفسه العبث في المقدّرات التي عمل وما يزال يعمل عليها نخبة من أبناء هذا البلد.  
كنتُ واحداً ممن شرُف بالمشاركة في هذا المؤتمر المنصرم ولحظتُ الجهد الجبّار الذي قدّمه القائمون على مشروع "دعم شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية"، بتنفيذ من المركز الدولي لتنمية سياسة الهجرة ومعهم فريق السفارة الأردنية في برلين ممثّلة في سعادة السفير بشير الزعبي وسعادة الوزير الفخري مُهيب النمرات وسعادة القنصل آلاء الغزاوي.


الأربعاء، 3 يوليو 2019

الفارسة الهاشمية الأميرة في ألمانيا/دوسلدورف/أحمد سليمان العمري


الفارسة الهاشمية الأميرة في ألمانيا
دوسلدورف/أحمد سليمان العمري
ما هي الأسباب التي أدّت إلى إتخاذ الأميرة الهاشمية الجميلة قرار "الهروب" من القفص الذهبي بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى؟
وأنا أخطّ هذه المقالة ومعها كلمة "الهروب" مقرونة بالأميرة الجميلة هيا، راودني شعور غريب، وكأنّني أقرأ عن أميرات العصور الوسطى، لا عن الأميرة هيا بنت الحسين وأخت الملك عبد الله الثاني وحفيدة الملوك وشرفاء مكة.
الحقيقة المؤلمة أنّ الأميرة هيا وطفليها زايد والجليلة هربوا من دبي وتقدّموا بطلب لجوء في ألمانيا، وهذا الذي لم ينجح به أحد غيرها.

نعم، هي الأميرة وأبناؤها، وليسوا من عامّة الناس الهاربين من ظلم النظام السوري، أو أسرة يمنية من الحرب السعودية أو الليبية من النظام المأجور.
 كم هي الأقدار غريبة! تجمع الجياع مع الأثرياء والأمراء في ذات الهوية. 

الأسباب التي فرّت من أجلها الأميرة مع ابنيها زايد 7 أعوام والجليلة 11 عام وما يقارب 35 مليون يورو غير واضحة حتى الآن، وليست هي الأميرة الأولى التي هربت أو تحاول الفرار من القفص الإماراتي.
الخوف على حياتها وحرمانها من أبنائها كان أحد أهم الأسباب وراء مغادرة الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين والزوجة الثانية لنائب رئيس وزراء دبي وحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دبي وطلبها اللجوء في ألمانيا حسب الصحيفة الألمانية "Focus"، كما وذكرت ذات الصحيفة أنّ الأميرة بدأت أيضاَ بمعاملة الطلاق.
ما هي يا ترى المخاوف التي من أجلها أقبلت الأميرة على خطوة كهذه كفيلة أن تقلب حياتها رأساً على عقب؟
الأميرة هيا بنت الحسين - رحمه الله - ليست الأميرة الوحيدة التي هربت أو حاولت الهروب من دولة الإمارات المتحدة. ففي عام 2000م، حاولت إبنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، شمسة البالغة من العمر 38 عاماً الفرار من منزل العائلة في مقاطعة "سَري" إلّا أنّ حظها السيء أعادها بعد بضعة أسابيع إلى قفص أبيها الذهبي، حين التقطها رجال والدها في بريطانيا "كامبريدج" وأعيدت ذليلة إلى دبي ومن حينها وهي مختفية عن الأنظار وعن مواقع التواصل الإجتماعي.
كما وحاولت أختها الشيخة لطيفة العام الماضي في فبراير/شباط 2018 م، الفرار على متن يخت من عُمان، غير أن فرصتها في الفرار كانت أقصر من أختها حيث تم تعقبها وأعيدت إلى مسقط رأسها في دبي.
لقد ذكرت ذات الصحيفة "Focus" أنّ دبلوماسي ألمانياً هو الذي ساعد الأميرة هيا بنت الحسين في الفرار لتصل إلى ألمانيا، كما وأكّد حماية الدولة لها وعدم قبول ألمانيا لأي وساطة لإرجاعها إلى زوجها وبالتالي دولة الإمارات العربية.
الشيخ محمد بن راشد يطالب ألمانيا لغاية اللحظة بعودة أبنائه مع وجود الرفض الحكومي الألماني رغم عدم التصريح من وزارة الخارجية الألمانية بشكل رسمي لغاية الآن وعدم تقديم أي تفاصيل عن الأميرة وأبنائها.
قبل أنّ تبدأ صحيفة "Sun" البريطانية في الحديث عن هروب الأميرة بدأت صحيفة "التايمز" ببث التساؤلات عن عدم ظهور الزوجين سويّة منذ آخر مايو/أيار الماضي، بالإضافة إلى ذلك عدم حضور الشيخ محمد بن راشد والأميرة هيا سباق الخيل المعروف والأول في العالم من حيث الأهمية "Derby Stakes"هذا العام، وهو أمر غير عادي لكليهما. فالأميرة هيا لا تترك هذا الحدث أبداً، كما أنّ الأمر بالنسبة للشيخ محمد بن راشد لم يختلف كثيراً، فتعتبر هذه المرة الأولى منذ 28 عاماً التي لم يحضر فيها الآخر سباق الخيل هذا.
بالإضافة لوجود الشيخ محمد وحده دون زوجته الأميرة هذا العام في منتصف شهر يونيو/حزيران في سباق الخيل في " "Ascot البريطانية، الذي ترعاه العائلة الملكية الإنجليزية، وهو السباق الذي تبدأ فعالياته بعد 20 يوماً من سباق "Derby Stakes".
وتزامن عدم ظهورهما سويّة وخاصة غيابهما عن هذه الفعالية الأكثر من مهمّة نشر الشيخ محمد قصيدتين على موقعه الخاص على الانترنت واحدة باللغة العربية والآخرى بالإنجليزية، يصف فيهما خيبة أمله من حبيبته وتركها إيّاه والشجون المليء بين الأبيات. أكّدتا هاتان القصيدتان ما كان في الأمس شائعات حتى تجاوز الأمر اليوم المشاكل الأسرية بين زوجين لتؤول إلى أزمات سياسية بين دول.
يبدو أنّ الأميرة هيا كانت تعاني هي أيضاً بأكثر منه بكثير من خيبات الأمل وبمدّة أطول بعض الشيء. فانعزلت كثيراً عن الأضواء وحتى الكترونياً، حيث كان آخر منشور لها في 7 فبراير/شباط صورة مع أبيها الملك المرحوم حسين، كتبت فيه الأميرة حجم فقدانها والدها بالإضافة إلى منشور آخر تحديداً على الفيس بوك قصيدة باللغة الإنجليزية "عندما تسقط الأشجار الرائعة" إن صحّت الترجمة، للشاعرة الأمريكية "مارجريت آن جونسون" المشهورة تحت إسم "مايا أنجيلو" والتي تملؤها خيبات الأمل وكثرة الألم والإحساس بالوحدة والتجاهل، وذكرت أيضاَ أنه بموت الأرواح العظيمة يمكن بداية حياة أخرى جديدة.
لا أظنّ اختيار الأميرة لهذه الأبيات جاء محضاً للصدفة في ظلّ الظروف التي تبيّن الآن من خلالها حجم الضغط التي عانته حتى اختارت هذا الخيار الأسوء والأكثر إيلاماً.
إعلان زواج الأميرة هيا البالغة من العمر آن ذاك 29 عام في 10 أبريل/نيسان 2004م، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 55 عاماً فاجأ الشارع الأردني والعربي في آن.
درست الأميرة هيا العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد في أكسفورد، وفي عام 2000م شاركت في الألعاب الأولمبية في سيدني فكانت أول أردنية وعربية تتأهل لمسابقة الفروسية وأول أردنية ترفع علم الأردن في حفل افتتاح دورة سيدني الأولمبية لعام 2000م، وكُرّمت في أولمبياد بكين 2008م بحمل الشعلة مرة أخرى.
هذه الأميرة الشابة نادرة الجمال بين أميرات العالم، الهاشمية الفارسة الأكاديمية من الطراز الرفيع تزوجت شيخاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عمره آنذاك 55 عام ولديه 30 طفلا من ست نساء.
فكيف بالله سينتهي مثل هذا الزواج؟
تساؤلات كثيرة حول عدم إقامة الأميرة هيا في الأردن في ظلّ مملكة أخيها وأسرتها واختيارها بلد أوروبي وتقديم اللجوء فيه. ما هو حجم الشائعات التي تقول أنّها تعمّدت عدم العودة إلى الأردن لتجنيب المملكة الحرج واحتمالية نشوب أزمة سياسية مع دولة الإمارت؟ هل اختيار الأميرة ألمانيا بلد للإقامة لكي تتمكّن من عيش حياة طبيعية، وهي التي عاشت منذ ولادتها فقط في القصور بعيدة عن العوام؟ هل هي رغبتها الجامحة كمهرتها التي تبحث عن الحريّة والبساطة بعيداً عن القصور الإماراتية وعقدها؟
الأميرة الجميلة هي وحدها التي لها الحق بالإفصاح عمّا دار في خلجها وقت قررت ترك بلد الأحلام لتطلق الفارسة لخيلها العنان ويعيش حلمه وحلمها.
 حفظ الله جميلة الأميرات، الأميرة هيا.

الخميس، 27 يونيو 2019

مخرجات مؤتمر المنامة الإنفصامي/أحمد سليمان العمري


مخرجات مؤتمر المنامة الإنفصامي
دوسلدورف/أحمد سليمان العمري
بدأ أول أيام مؤتمر البحرين "السلام من أجل الإزدهار" يوم الثلاثاء 25 يونيو/حزيران ويعرف في الصحف الغربية بـ "Peace to Prosperity" الذي انعقد في العاصمة البحرينية "المنامة" ضمن خطة للسلام في المنطقة بإدارة أمريكية وتحديداً صهر الرئيس الأمريكي ترامب ومستشاره "جاريد كوشنير".

مع أول أيام ورشة العمل تزامنت موجة غضب شعبي عارمة في بعض الدول العربية كالأردن ولبنان والمغرب وامتدت لتصل العاصمة الألمانية برلين رفضاً للمؤتمر.
افتتح الورشة في يومها الأول المستشار الأمريكي  كوشنير بكلمة استمرت عشرين دقيقة عن ضرورة تهيئة الأجواء الملائمة للإستثمار، مشيراً إلى رغبة كثير من رجال الأعمال الفلسطينيين بحضور المؤتمر، إلّا أنّ عدم مشاركتهم كان وراءه منع السلطة لهم، في نفس الوقت أرجأ كوشنير عدم إمكانية إبرام إي مشروع استثماري في الضفة الغربية وغزة إلى كونهما معزولتان بالإضافة إلى الخوف من الإرهاب في المنطقة، على حدّ تعبيره، مضيفاً أنّنا بالسلام فقط نستطيع جلب المستثمرين إلى الضفة وقطاع غزة لتشمل مصر والأردن ولبنان.
تقوم خطة كوشنير على 3 محاور رئيسية، هي الإقتصاد والشعب والحكومة.
المحور الأول يتمثّل الجانب الإقتصادي في إنشاء بنية تحتية تتناسب وحجم الإستثمار في المناطق الفلسطينية بهدف تعزيز قدرات الاعتماد على الذات وإيجاد فرص عمل من خلال تقنين نسبة البطالة، والعمل على زيادة دخل الفرد. وتطرّق إلى أنّ 99 بالمائة من كهرباء الضفة الغربية من الخارج، كما ونوّه لوجود مولد معمل ديزل في غزة لا يعمل، وبالإمكان إعادة هيكلته ليعمل على تحويل الديزل إلى غاز وتمديد الأنابيب الملائمة لنقله.
والحديث عن طريق سريع وسكة حديد يربط بين الضفة وغزة بقيمة 5 مليارات.
وشدّد على تهيئة البيئة المناسبة للإستثمار من خلال الأمن والسلام، هذا لأنه سبق ودُمرت كثير من الاستثمارات التي ساهمت في تقوية البنية التحتية بسبب تفاقم النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما المحور الثاني "الشعب" فيجب العمل على تطوير الموارد البشرية من خلال تنمية المهارات والقدرات الموجودة عند الفلسطينيين لتتلاءم في مجالات كثيرة متعددة مع تنوّع الفرص الاستثمارية، وتطوير الرعاية الصحية وتحسين مستوى المعيشة، هذا بالإضافة إلى التعليم، حيث خُصّص 500 مليون دولار لإنشاء جامعة فلسطينية، المفترض أنّ تكون من ضمن  أفضل 150 جامعة دولية. هذا كلّه ليتم على أكمل وجه يجب تمكين الحوكمة - وهي المحور الثالث والأهم، الذي لم يقدّم عنه أي تفصيل عدا إسمه - لمنع أي عارض قد يهدّد هذا المشروع الضخم الذي تدارسناه بدقّة وعناية.
بعد الإشادة والإطراء بسياسة ترامب وعمله على تحسين مستوى المعيشة في بلده فإنه يرى من الضروري العمل على على تحسين مستوى معيشة الفلسطينيين، حيث أنّ الأموال التي ستستثمر هي موزّعة على عدّة قطاعات مثل النقل والمياه والكهرباء والخدمات الرقمية والسياحة والتعليم والتصنيع والبنية التحتية بشكل عام، ولقد أشار إلى أنّه يعمل من خلال هذه الورشة لتغيير مسار التاريخ في المنطقة على مراحل، مطالباً الشعب الفلسطيني بالتفكير بمنطقية وواقعية أكثر.
كما وأضاف إلى أن هذا المشروع ليس كما هو متداول تحت مسمّى "صفقة"، إنمّا يأخذ طابعاً أكثر إيجابية، فهي فرصة القرن وليست صفقة.
ولقد طرح كوشنير تجربة العديد من الدول في ال 75 عاماً المنصرمة مثل سنغافورا وكوريا الجنوبية واليابان، بيرو والصين وبولندا، مضيفاً لضرورة تفادي الأخطاء التي وقعت بها هذه الدول أثناء نهضتها.
كما قال أنه يثمّن وجود الحضور لمواجهة التحديّات معه، وأنّ الحكومة الأمريكية ورئيسها ترامب ملتزمان لإيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
إذا طُبق هذا البرنامج على حدّ تعبير كوشنير فسيصبح بالإمكان زيادة قد تصل إلى ضعفي الناتج المحلي وتخفيض معدل البطالة.
يسعى الآخر لجمع 50 مليار دولار للبدء في المشروع من جهات عربية وأوروبية وأمريكية، بالإضافة إلى هبات وقروض مدعومة، حيث خُصّص 28 مليار للضفة وغزة و22 مليار لكلّ من الأردن ومصر ولبنان لتقوية الإندماج الاقتصادي بينهم بالإضافة إلى إسرائيل.
تضمّن تقرير كوشنير التسويقي 140 صفحة، غير أنّ القسم الذي عُرض على المشاركين في المؤتمر لم يتجاوز ال 30 صفحة، مضيفاً إلّا أنّ بقية المشروع متضمناً الجانب السياسي ستعرض بعد إنتهاء الإنتخابات الإسرائيلية في شهر سبتمبر/أيلول.

ولقد استضافت الورشة نخبة من رجال الأعمال على المستوى العربي والدولي مثل الإماراتي محمد العبار والأمريكي ستيفن شوارتزمان اللذان أشادا بمشروع كوشنير وجهوده حتى استطاع تقديمه بين أيديهم اليوم.
لم يتجاوز حديثهما الربح والخسارة بالمشاركة بهذا المشروع الضخم والمعادلات الرقمية ودون أي تعقيب على قضية الإنسان في فلسطين.
ومع انتهاء اليوم الثاني والأخير، البارحة الأربعاء 26 يونيو/حزيران لمؤتمر المنامة، نقف على عدّة نقاط في الورشة التي تجاوزها صاحب فكرة المؤتمر كوشنير في طرحه.
الفعالية كانت أشبه بالإجتماعات المالية للشركات أو المؤسسات غير الربحية في طريقة عرضها المشاريع للحصول على أكبر قدر ممكن من المال، فكيف لكوشنير استبعاد الجانب السياسي في قضية فلسطين؟ فقد تداول الطرح وكأن المشكلة هي اقتصادية بحته وليست قضية أمّة، قدّم الطرح الإقتصادي وبدأ حشد الأموال قبل التطرّق إلى سبل حلّ القضية السياسية في المنطقة وهي التي تعتبر اللبنة الأولى لبدء أي مشروع اسثماري بالحجم الذي يقدّمه، وكأنه انطلق من المثل الشعبي القائل "طعمي الثم تستحي العين".
لقد انطلق بخطته من تجارب دول مثل سنغافورا وكوريا الجنوبية واليابان، بيرو والصين وبولندا، مستثنياً الجانب الإحتلالي القائم في فلسطين، فالأَولى أنّ تكون المقارنة بدول تشترك بالوضع السياسي مع فلسطين، وليس وضع دول خرجت من حروب بإستقلالية قرار سياسي كامل.

المؤتمر لم ينجح فعلي كما يسوّق له، هذا لأن العالم العربي لم يقدّم كثير من الحماس، حتى الوجود العربي مثل الأردن ومصر وهما اللّتان لديهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل وتتسلّمان مليارات الدولارات سنوياً من الحكومة الأمريكية، اقتصرت على إرسال وفود رسمية مثل وزير أو نائب أو مندوب مثل قطر والمغرب، أمّا مشاركة إسرائيل فقد اختصرت على إرسال وفد صغير من رجال الأعمال. أمّا السعودية والإمارات فرغم انشغالهما بالتهديات الإيرانية إلّا أنهمّا تواجداتا بالظلّ، مع سعي الدولتان للتخلّص من القضية الفلسطينية، لأنّهما تطمحا لإستقطاب إسرائيل كحليف عسكري في الحرب معهما ضد طهران.
 هذا مع الرفض العراقي والسوري والكويتي والأهم الفلسطيني، وأستحضر هنا مقولة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري تهكّماً على ما يدور في المنامة حيث شبهه بالعرس والجميع حضور عدا العريسين.
التاريخ في الشرق الأوسط مليء بوعود بمليارات الدولارات، والتي سرعان ما تتبدّد بعد مؤتمرات غاية في اللمعان، كما أن التجربة التاريخية في الشرق الأوسط تظهر أنه بدون حلول سياسية مستقرة، من السهولة جداً التراجع بأسرع من التصوّر عن التقدّم الاقتصادي.
على سبيل الطرح فممرّ العبور بين غزة والضفة الغربية، الذي أشار إليه الآخر في خطته تم تصوّره بالفعل سابقاً ووفق عليه عدّة مرات  إلّا أنّه لم يتحقق في العقود الثلاثة الماضية.
المحور الثالث وفي إشارة إلى المحور الثالث ألا وهو "تمكين الحوكمة" الذي لم يقدّم عنه أي تفصيل أثناء الورشة، الواضح للعيان من خلال الخطة بأن المقصود بالحوكمة هي سيطرة حكومة واحدة على المناطق الفلسطينية والإسرائيلية، ولا أظن أنّ هناك من يعتقد بأنّ هذه الحكومة المقصود من ورائها هي السلطة الفلسطينية.
ومعنا أثناء تتبعنا لمؤتمر المنامة في البحرين كانت الدول الغربية أيضاً تنظر إلى الجانب الآخر من الخطة، فانتقدت الصحيفة الألمانية "Tagesspiegel" خطة "السلام من أجل الإزدهار" حيث يمكن ترجمتها على أنها "أن تأكل أو تموت" أو "الأرض مقابل السلام"، بل "المال مقابل السلام". ووصفت الجريدة خطة كوشنير للسلام أنّها غير مكتملة الأركان.
ما أشبه البارحة باليوم، من وعد بلفور إلى وعد كوشنير ومن 22 مليار دولار للأردن ومصر ولبنان كفيلة أن تعيدنا إلى النكبة 1948م ومعها تأسيس دولة الإحتلال ومنح سوريا مبالغ شبيهة لتستوعب معظم النازحين الفلسطينيين.


الأحد، 23 يونيو 2019

ألمانيا تؤبّن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي/أحمد سليمان العمري


ألمانيا تؤبّن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي
دوسلدورف/أحمد سليمان العمري
من منّا لا يعرف الفيلسوف أفلاطون أو الرسام فان غوخ؟
من غير أدنى شك لو أنّنا تحدّثنا في الرياضيات أو الفلسفة سنستحضر بالضرورة أفلاطون، لم يعرفه العالم إلّا بعد موته. أمّا الآخر فمات فقيراً معدوماً مريضاً لا يعرفه أحد، ولم يستطع في حياته بيع لوحة واحدة.

أول رئيس مصري مدني منتخب هو الدكتور الراحل محمد مرسي، تولّى مهامه في 30  يونيو/حزيران 2012م حتى عُزل في انقلاب عسكري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي 30 يونيو/حزيران 2013م، أُعتقل على أثره وبقي في السجن حتى وافته المنية بعد 6 سنوات في 17 يونيو/حزيران 2019م في الأسبوع السالف.
وهذا هو حال الشارع العربي، لم يتحرك تجاه الرئيس المنتخب المعتقل إلّا بعد موته.
الملفت للنظر أنّ العالم العربي والغربي وقف متفرجاً في تلك الأثناء وإبّان التغيير المحوري الذي تحوّل في مصر من حكم مدني ديمقراطي إلى عسكري قمعي، وكيفية سيطرة المؤسسة العسكرية بذريعة حلّ الأزمة السياسية حتى اكتملت الخطوات الإنقلابية على أول رئيس مدني منتخب للبلاد. ولم تأتِ ردود الفعل العربية والدولية بغير التنديد والتعبير بعدم الرضى والإحساس بالقلق لتدخّل العسكر في شؤون الدولة.
بعد موت مرسي تعالت الأصوات الشعبية رافضة الظلم الذي وقع عليه وكأنه أُعتقل بالأمس، ولم يمضِ على سجنه أكثر من 6 سنوات، فتذكّره العالم عندما هوى أثناء الجلسة مفارقاً الحياة، فتعامل الشارع العربي مع موته وكأنه فاجعة ألّمت بالوطن الكبير، إذ أُعتبرت وفاته وفاة الديمقراطية والحريّة في آن.
تأجّجت العامّة في كل البقاع العربية والإسلامية مناقضة مع وجوم الحكّام العرب، حيث أنّ أحداً لم يقدّم واجب العزاء لذوي الرئيس الراحل سوى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة.
في الوقت الذي منعت حكومة العسكر بقيادة السيسي إقامة عزاء وصلاة جنازة للرئيس الراحل محمد مرسي اشتعل العالم العربي والإسلامي تنديداً، فأقام المسلمون في كل بقاع الأرض صلاة الغائب وقدّموا واجب العزاء.
ففي فلسطين أقاموا له بيت عزاء وفي المسجد الأقصى صلاة الغائب. وكما أقامت الأردن بيت عزاء وصلاة الغائب. ولم يختلف الحال في الدول العربية الأخرى، ففي تونس وليبيا والمغرب والجزائر، كما في تركيا أُقيمت له صلاة الغائب بإمامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، كما في أوروبا أيضاً، إذ صلّت عليه الجالية الإسلامية في برلين وبريطانيا، وفي تاريخ 22 يونيو/حزيران 2019م انتهت الوقفة التأبينية في مدينة دوسلدورف الألمانية.
أخفق السيسي ومعه الملوك والرؤوساء العرب في أداء واجب العزاء لرئيس مصر المدني، فأنصفه العالم العربي والغربي.     
هناك نقطة لا بدّ أن أقف مع المتلقي عندها، ألا وهي منع الحكومة الأردنية صلاة الغائب على الرئيس محمد مرسي - رحمه الله - أمام السفارة المصرية.  هل رغبة الشعب الأردني في أداء حقّ الله وحقّهم المشروع تُحرج الحكومة أمام مصر؟
إذا كانت رغبة الشعب تثير حفيظة الحكومة المصرية، فما الذي يجعل محافظ عمّان يتبناها دون أي خلفية قمعية؟
هل المنع كان حصراً أمام سفارة مصر؟ أم أنّ السماح لصلاة الغائب وفتح بيت عزاء للرئيس الراحل تمثّل قصراً أمام الأمانة العامّة لحزب الإخوان فحسب؟
وجزئية أخرى جديرة بالذكر هي التهميش الإعلامي الرسمي الأردني ممثّلاً بصحيفة "الرأي" و"الدستور" الذي بدا واضحاً من خلال التجاهل بعدم تقديم خبر وفاة الرئيس صباح الثلاثاء. حتى الصحيفة التي تروّج لنفسها بالإستقلالية "الغدّ" اكتفت بخبر الوفاة دون الإشارة إلى حيثيات الحادثة أو حجم تفاعل المجتمع العربي والأردني معها. هذه الخطوة التعتيمية كشفت حجم الإنشقاق الشعبي مع الحكومة، حيث وصل تداول الخبر في شبكات التواصل الاجتماعية والصحف المستقلة أوجه.
تزامن إحجام الزعماء العرب عن تقديم واجب العزاء بتصريح الخارجية الألمانية عزائها وحزنها على وفاته، فكانت أكثر تعاطفاً معه عربياً والأولى أوروبياً.
لم يختلف الشارع الألماني عن حكومته ممثّلة بالوقفة التأبينية للرئيس الراحل محمد مرسي وهي الأولى أوروبياً التي بدأت ظهيرة يوم نهار السبت 22 يونيو/حزيران 2019م في مدينة دوسلدورف احتجاجاً على الظلم الذي وقع على الرئيس الراحل وتأبينه، حيث تجمّعت أطياف مجتمعية عارمة وقفت موازاة للشارع الشهير شارع "الملوك" ولقد رافقت الوقفة الشرطة الألمانية حفاظاً على أمن الناس وسلامتهم، إذ شارك بها المئات من جميع المدن والجنسيات عرباً ومسلمين وأوربيين على حد سواء.
باشرت الهيئة التركية المشرفة على تنظيم الوقفة "دار الأرقم وبيت الكتاب للإرشاد" في المدينة بشكل مشرّف وحضاري، حيث استطاعت نقل الرفض لنظام العسكر في مصر تجاه الرئيس الراحل المغبون للعالم من خلال الوقفة واستنكار للظلم الذي وقع عليه، وهتافات تعالت بإسقاط حكم العسكر "يسقط يسقط حكم العسر، يسقط يسقط حكم السيسي" وأيضاً "مرسي شهيد عند الله، لا تراجع ولا استسلام السيسي لازم ياخذ إعدام".   
فهل حال الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي - رحمه الله -  كحال أفلاطون وفان غوخ نسيه العالم في سجنه وأحيا ذكره بعد موته؟
عجيبة هي تراتيب الأقدار، عُيّن رئيساً في يونيو/حزيران وعُزل في يونيو/حزيران ووافته المنية أيضاً في يونيو/حزيران وأُبّن اليوم في قلب الغرب في مدينة دوسلدورف في يونيو/حزيران، رحم الله الرئيس محمد مرسي وطيب ثراه.



الأربعاء، 19 يونيو 2019

وجوم الحكام العرب تجاه موت الرئيس المصري السابق محمد مرسي/أحمد سليمان العمري


وجوم الحكام العرب تجاه موت الرئيس المصري السابق محمد مرسي/أحمد سليمان العمري

ما هي ذريعة الحكومة الأردنية في منع صلاة الغائب على الرئيس محمد مرسي - رحمه الله - أمام السفارة المصرية؟ هل رغبة الشعب الأردني في أداء حق الله وحقهم المشروع تُحرج الحكومة أمام مصر؟

إذا كانت رغبة الشعب تثير حفيظة الحكومة المصرية، فما الذي يجعل محافظ عمّان سعد الشهاب يتبناها دون أي خلفية قمعية؟
هل المنع كان حصراً أمام سفارة مصر؟ أم أنّ السماح تمثّل قصراً أمام الأمانة العامة لحزب الأخوان فحسب؟
التهميش الإعلام الرسمي الأردني ممثلاً بصحيفة "الرأي" و"الدستور" بدا واضحاً من خلال التجاهل بعدم تقديم خبر وفاة الرئيس مرسي صباح الثلالثاء، حتى الصحيفة التي تروّج لنفسها بالإستقلالية "الغد" اكتفت بخبر الوفاة دون الإشارة إلى حيثيات الحادثة أو تفاعل المجتمع العربي والأردني معها. هذا الخطوة التعتيمية كشفت حجم الإنشقاق الشعبي مع الحكومة، حيث وصل تداول الخبر في شبكات التواصل الاجتماعية والصحف المستقلة أوجه.
الجدير بالذكر الوجوم العربي المخزي على مستوى القرار السياسي، حيث لم يقدّم أي رئيس عربي أو ملك واجب العزاء بإستثناء قطر، هذا في الوقت ذاته أعربت الخارجية الألمانية عن عزائها، فكانت أكثر تعاطفاً معه والأولى أوروبياً.

الأربعاء، 12 يونيو 2019

كسر اليمين والشمال في مؤتمر الإقتصاد للسلام


كسر اليمين والشمال في مؤتمر الإقتصاد للسلام

دوسلدورف/أحمد سليمان العمري

في حين أنّ الإقتصاد هو الآلية الأولى والأكثر نجعاً في صناعة القرار، فقد يكون أيضاً القنبلة الموقوته لتدمير الشعوب بإعتباره سبباً مهماً وراء الصراعات السياسية الأساسيّة بين الأمم، وهذا واضح بجلاء بين الدول وعلاقتها ببعض و التأثير أو خلق أي قرار من شأنه تلبية مصالح دولة ونهضتها أو الإضرار بها من خلال سطوة المال الذي تسعى لتحقيقه الحكومات والجماعات على حد سواء.
فإذا أُطّر المال بالقرار السياسي والتنفّذ العسكري صار هو القوة الوحيدة التي قد تسيطر على العالم بلا منازع، والأمثلة كثيرة وواقعنا هو الدليل الأكثر قرباً من هذا الزعم.

ما بات يُعرف بـ "صفقة القرن" المقترحة من الإدارة الأمريكية، التي سبق وذكر بعض بنودها المفوّض الأمريكي المسؤول عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط وكبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، "جاريد كوشنر" والمبعوث الأمريكي للسلام، "جيسون غرينبلات" في 17 أبريل/نيسان 2019م من هذا العام أنه سيتم إعلان خطة السلام في أوائل يونيو/حزيران الحالي.

مؤتمر المنامة
في هذا السياق، تحتضن المنامة عاصمة دولة البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران الحالي مؤتمر خطة السلام الأمريكية الموسومة بـ " السلام من أجل الازدهار". لقد أتى اختيار المنامة تحديداً دوناً عن الدول العربية لدعم ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة لإسرائيل ووزير خارجيته الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، رغم فقر موقفه خليجياً.
ويستهدف المؤتمر جذب الإستثمارات إلى فلسطين والمنطقة بشكل عام، تزامناً مع تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك في أول فعالية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية في الجزئية الأولى من المشروع.
 ولقد أعلنت دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفق تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء موافقتها على المشاركة في المؤتمر
 كالسعودية والإمارات، ونية إسرائيل المشاركة بعد تسلّمهم دعوة الولايات المتحدة، هذا مع إحتمالية مشاركة كُلّ من مصر وسلطنة عُمان من خلال مبتعثين.
بالإضافة إلى نية الدوحة بالمشاركة رغم تصريحها بوجود تحديّات إقتصادية وأخرى جيوسياسية مراعية بذلك المصلحة العليا للشعوب العربية.
في ذات الوقت يقوم "كوشنير" مع وفدٍ أمريكي رفيعٍ بزيارة إلى الأردن والمغرب والقدس لحشد الدعم الذي بدا يتضح بعدم مشاركة كثير من الأطراف المحورية إقليمياً ودولياً، وأخرها موقف جلالة الملك عبد الله، ملك الأردن بعد لقائه الآخر في عمّان تجاه مؤتمر البحرين الذي اتّسم بالتحفّظ والضبابية مع الضرورة لإقامة الدولة الفلسطينية، بإعتبارها بوابة الحلول لمشاكل المنطقة، وبتنسيق دائم ومستمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتفاق الجانبين على أهمية الموقف الفلسطيني.

رفْض الشارع العربي للمؤتمر
أثناء وصول " كوشنر" الأربعاء للعاصمة الأردنية عمّان ووقع احتجاجات شعبية تتفاقم رفضاً للخطة الأمريكية، وما يترتب عليها من تنسيق عربي في البحرين.
رغم هذا وذاك فإنّ الحكومة الأردنية ما زالت لم تعلن رسمياً عن مشاركتها أو عدمها في المؤتمر حتى اللّحظة، هذا مع رواج كثير النظريات من محلليين سياسيين أردنيين وغير أردنيين بمشاركة الأردن تارة وعدمها، وحيناً آخر مشاركة مقرونة بتقديم ذرائع وتبريرات، مع مطالبة الملك عبد الله الثاني إنصاف القضية الفلسطينية وموقف الأردن الثابت بضرورة الإعتراف بدولة عادلة للشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967م.
تزامناً مع إنهاء " كوشنر" زيارته للرباط التي لم تأتِ مخرجاتها إلّا بتصريحات حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، دون التطرّق لخطة السلام التي حضر من أجلها الآخر. حسب الوكالة الرسمية المغربية.
كما وأبدت السلطة الوطنية الفلسطينية رفضها الشديد للمؤتمر. وأكّد ذات الرفض كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات ضرورة مراعاة مصالح الفلسطينين أولاً، مطالباً الساسة العرب العدول عن مواقفهم في المشاركة إحتراماً لمشاعر إخوتهم في فلسطين. كما قابل رجل الأعمال الفلسطيني المعروف بشار المصري المشروع بالإحْجام والإِسْتِنْكَار.
تتفاوت المواقف الدولية بين الرفض والإنتقاد والقبول، ففي الوقت التي ترفض فيه الأمم المتحدة المشاركة في الشق الإقتصادي للمؤتمر، أكّدت الصين وروسيا ضرورة البقاء على إقامة دولتين كحل أساسي وعادل ورئيس في المنطقة.

قمم السعودية الثلاثة
كخطوة تمهيدية لمؤتمر البحرين، عقدت السعودية يوم الخميس الموافق 30 مايو/أيار السالف القمّة الخليجية الطارئة، لما سمّي بمواجهة التدخلات الإيرانية، تلتها في نفس اليوم قمّة عربية طارئة، لبحث الموقف العربي وتوترات الخليج. كما وعقدت بعدها بيوم الدورة الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة السعودية، حيث شارك رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، حيث بدت زيارته في الوهلة الأولى نقلة نوعية في العلاقات السعودية القطرية، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول قطري للسعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل عامين، إثر قرار قطع العلاقات مع الدوحة الذي تبنته السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر.
تمحورت أهم النتائج لمنظمة التعاون الإسلامي في توجيه إتحاد علماء المسلمين رسالة للقادة العرب، تزامنت مع انعقاد القمتين في مكة، فيها مطالبة حثيثة لإنقاذ المنطقة من حرب مدمرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
لقد أتى عقد القمم في مكة توظيفاً رخيصاً للدين في كسب الجموع العربية والإسلامية لصفّ السعودية، بعدما نجحت الأخرى في الحصول على التأييد العربي والخليجي. كما وتعمّدت السعودية في مؤتمرات القمّة الثلاثة فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بمكة المكرمة وبجوار بيت الله الحرام إسقاط الضوء عليها وحشد القدر الأكبر عبر البيانَيين الختاميَّين للقمّتَين ليلة الخمس والجمعة الموافق 30 و31 مايو/أيار، في سبيل كسب الرأي العربي والإسلامي العام ولعب دور الضحية من خلال الاعتداءات - وهي مشروعة للرد - من قبل "الحوثيين وإيران.

مخرجات قمم مكة الثلاث
لم تبعد مخرجات القمتين عن التنديد بالموقف الأيراني والتأكيد بحجم خطورته على المنطقة، وضرورة العمل العربي الإسلامي الجماعي لحماية البلاد من تدخل إيران، بإستثناء الموقف السوري الذي أقرّ شرعية الوجود الإيراني على أرضه. في الوقت ذاته حذّر الرئيس العراقي برهم صالح من تبعات الأزمة الإقليمية والدولية مع إيران التي تنذر بالتحول إلى حرب شاملة، إن لم نحسن إدارتها.
أحد أهم المخرجات الحقيقية لقمم مكة الطارئة الثلاث هي الإرهاصة حول تفاقم التوتر في العلاقات السعودية الإماراتية مع قطر من خلال التصريحات التي تقدّمها الدوحة وتفاعل السعودية معها سلباً، فيما يتعلق ببعض البنود مع السياسة القطرية، كخلق لغة حوار مع إيران، بدل دعم آلية التصعيد، والإحساس بالإمتعاض جرّاء تجاهل القمتين القضايا المحورية كفلسطين. بالإضافة إلى تصريح وزير الخارجية القطري حول إنهاء إقرار بياني القمتين العربية والخليجية قبل انعقادهما ودون الرجوع إلى الدول الإعضاء أو طرح قضايا القمتين معهم.
قد يكون التصريح الأخير هو الفتيلة الأكثر مساهمة في إشعال نار الخلاف مجدداَ بين الفريقين.
كلّ ما يدور في القمم العربية والإسلامية لا يدخل أبداً قيد التنفيذ، وخاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية المحورية، والشاهد على هذا هو تعمّد الإحتلال الإسرائيلي حماية المتطرفين اليهود أثناء الإقتحامات السافلة لحرمة المسجد الأقصى، التي صادفت يوماً بعد إنتهاء القمم الثلاث.
بند آخر في غاية الأهمية أتى أيضاً بعد إنتهاء القمم بأيام، ألا وهو إلتهاب الشارع السوداني والخطوات العسكرية التصعيدية القمعية الوحشية التي يُقدِم عليها المجلس العسكري لفض الإعتصامات التي تطالب بتسليم السلطة للمدنيين في الخرطوم.
فهل لقاء عبد الفتاح السيسي مع عبد الفتاح البرهان - ولهما في تشابه إسميهما نصيب - وتزامن إنقضاء القمم العربية والإسلامية والسبل الإجرامية التي تتبعها قوات الدعم السريع السودانية التي راح ضحيتها لغاية اللحظة ما يزيد عن 100 قتيل عد الجرحى جاء عَرَضاً؟
 هل هذا هو المؤشر على النصح السيسي والتأييد السعودي الإماراتي الذي ما زال يحصل عليه الآخر حتى الآن؟
وللمراقب أنّ يقرأ العامل الزمني والتقارب السياسي العسكري السوداني المصري المشترك، بالإضافة للمواقف السعودية الإمارتية الراهنة والداعمة.    
فهل أتى هذا كله محضاً للصدفة؟ أم أنّه الدليل على مسرحية القمم العربية وحجم تبنيها الحقيقي للقضية الفلسطينية ومعها القضايا التي لا تتجاوز الجزيرة العربية؟
ماذا فعلت الدول العربية والمنظمة الإسلامية تجاه الانتهاكات الإستفزازية الصريحة؟ علّ هذا كلّه يؤكد الزعم القطري حول قمم مكة الثلاث!
مطالبة السعودية والإمارات لعقد القمم والنتائج التي خَلُصت إليها ورشات العمل قد تنقسم إلى شطرين وبتوسع وتفصيل سيتجاوز الأكثر:
الشطر الأول لموقف السعودية، الحليف الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية هو حجم الضغوطات التي تمارسها الحكومة الأمريكية متمثلة برئيسها "دونالد ترامب" لضم الدول العربية لموقف السعودية من أجل المشاركة في مؤتمر المنامة الذي يعني بالضرورة الموافقة المبدئية  لتمرير "صفقة القرن".
الشطر الثاني هو إيقاظ الشبح الإيراني من جديد في منطقة الخليج لجعل المنطقة في أجواء من التوتر والقلق الدائمين وبصورة أكثر تشنجاً وأبعد عمقاً ونفعاً لأمريكا من خلال تصعيد تصريحات الإدارة الأمريكية لتنذر بحرب جديدة.
 وهو الذي تدندن عليه جميع الحقبات الحكومية الأمريكية منذ 70 عام في كل مرة تحتاج لضخ المال لخزينتها، ولا يختلف "ترامب" ووزير خارجيته "مايك بومبيو" ومستشار الأمن القومي "جون بولتون" عن أسلافهم في هذه السياسة القديمة المجبر على تصديقها جميع الدول النفطية وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية.
في ظلّ هذه الظروف فأني أرى أنّ السياسة الأمريكية تسير بالإتجاه الصحيح من حيث كم الخوف الذي تخلقه إدراة "ترامب" في دول الخليج، حتى لا يكون لها ملجأ غير أمريكا، وبالتالي لا يقتصر الحضور العسكري في المنطقة على استنزاف مقدراتها، بل تتجاوز لتصل إلى تطبيق أجندة إسرائيلية تفرضها الحكومة عليها مقابل الحماية الوهمية، بالإضافة إلى ما ورد عن وزير الخارجية مؤخراً في فرضية رفض خطة السلام، التي ستسبّب حرج للدول المتبنية للمشروع.
هذا هو حال مصدر القوة الكائن في الإقبال والإحجام والكرّ والفرّ، رضي الله عن الصحابي البطل خالد بن الوليد.
إذن، تداعايات القمم الثلاثة التي دعت إليها السعودية هي الخطوة المبدئية البديهية التي فرضتها التجهيزات العسكرية الأمريكية في المنطقة، مع استمرارية التصريحات الصحفية الخطيرة بين الطرفين والتهديد بنشوب حرب دامية تنذر بفناء دول الخليج لتصل للمنطقة بأسرها.
هذا النوع من التزايد و التَضَخُّم و تَعَاظُم الأزمة المصطنعة أدخل دول الخليج بحالة هيستيرية جعلتها على أتمّ الجاهزية لتقديم أي ثمن مقابل البقاء.
يقول المثل العربي: "اكسر في اليمين واجبر في الشمال" بما معناه، الترغيب والترهيب، إلّا أنّ لسان الحال يقول أنّ أمريكا وإسرائيل وروسيا في الجبهة الأخرى كسروا اليمين والشمال حتى لا يبقى لنا غير الإذلال والإستسلام بإسم السلام. 
وهذا كلّه يتم تسويقه تارة بإسم الغيرة على الدين وأخرى اللُّحمة القومية العربية. 

وكلّ عام ونحن للكرامة والعزة أقرب، كلّ عام والأمّة العربية والإسلامية بخير.

Back to top ↑

كلمات من العمري

في بداية خطابي أشكر زائريّ ممن بحث عني بأسمي أو دخل منزلي صدفة فراق له البقاء. وجزيل شكري لكل أصدقائي وأحبتي ممن يعملوا في الخفاء لنشر كلماتي دون تقديم أشخاصهم، إيمانهم بها أو بي وإن زل قلمي حيناً يقينهم إذعانَ قلبي وعقلي لها. لقد ترددت كثيرا قبل أن أفتح هذا الباب الذي عمل عليه صديقي الأستاذ أنس عمرو وصديقي الدكتور ضياء الزعبي - جزاه الله كل الخير- ولم يتركني حتى كَمُل على وجه رضيناه للأخوة القراء الكرام ... المزيد
كن على تواصل واتصال معنا

© 2018 أحمد سليمان العمري.
Design By: Hebron Portal - Anas Amro .