الأحد، 23 يونيو 2019

ألمانيا تؤبّن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي/أحمد سليمان العمري


ألمانيا تؤبّن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي
دوسلدورف/أحمد سليمان العمري
من منّا لا يعرف الفيلسوف أفلاطون أو الرسام فان غوخ؟
من غير أدنى شك لو أنّنا تحدّثنا في الرياضيات أو الفلسفة سنستحضر بالضرورة أفلاطون، لم يعرفه العالم إلّا بعد موته. أمّا الآخر فمات فقيراً معدوماً مريضاً لا يعرفه أحد، ولم يستطع في حياته بيع لوحة واحدة.

أول رئيس مصري مدني منتخب هو الدكتور الراحل محمد مرسي، تولّى مهامه في 30  يونيو/حزيران 2012م حتى عُزل في انقلاب عسكري بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي 30 يونيو/حزيران 2013م، أُعتقل على أثره وبقي في السجن حتى وافته المنية بعد 6 سنوات في 17 يونيو/حزيران 2019م في الأسبوع السالف.
وهذا هو حال الشارع العربي، لم يتحرك تجاه الرئيس المنتخب المعتقل إلّا بعد موته.
الملفت للنظر أنّ العالم العربي والغربي وقف متفرجاً في تلك الأثناء وإبّان التغيير المحوري الذي تحوّل في مصر من حكم مدني ديمقراطي إلى عسكري قمعي، وكيفية سيطرة المؤسسة العسكرية بذريعة حلّ الأزمة السياسية حتى اكتملت الخطوات الإنقلابية على أول رئيس مدني منتخب للبلاد. ولم تأتِ ردود الفعل العربية والدولية بغير التنديد والتعبير بعدم الرضى والإحساس بالقلق لتدخّل العسكر في شؤون الدولة.
بعد موت مرسي تعالت الأصوات الشعبية رافضة الظلم الذي وقع عليه وكأنه أُعتقل بالأمس، ولم يمضِ على سجنه أكثر من 6 سنوات، فتذكّره العالم عندما هوى أثناء الجلسة مفارقاً الحياة، فتعامل الشارع العربي مع موته وكأنه فاجعة ألّمت بالوطن الكبير، إذ أُعتبرت وفاته وفاة الديمقراطية والحريّة في آن.
تأجّجت العامّة في كل البقاع العربية والإسلامية مناقضة مع وجوم الحكّام العرب، حيث أنّ أحداً لم يقدّم واجب العزاء لذوي الرئيس الراحل سوى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة.
في الوقت الذي منعت حكومة العسكر بقيادة السيسي إقامة عزاء وصلاة جنازة للرئيس الراحل محمد مرسي اشتعل العالم العربي والإسلامي تنديداً، فأقام المسلمون في كل بقاع الأرض صلاة الغائب وقدّموا واجب العزاء.
ففي فلسطين أقاموا له بيت عزاء وفي المسجد الأقصى صلاة الغائب. وكما أقامت الأردن بيت عزاء وصلاة الغائب. ولم يختلف الحال في الدول العربية الأخرى، ففي تونس وليبيا والمغرب والجزائر، كما في تركيا أُقيمت له صلاة الغائب بإمامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، كما في أوروبا أيضاً، إذ صلّت عليه الجالية الإسلامية في برلين وبريطانيا، وفي تاريخ 22 يونيو/حزيران 2019م انتهت الوقفة التأبينية في مدينة دوسلدورف الألمانية.
أخفق السيسي ومعه الملوك والرؤوساء العرب في أداء واجب العزاء لرئيس مصر المدني، فأنصفه العالم العربي والغربي.     
هناك نقطة لا بدّ أن أقف مع المتلقي عندها، ألا وهي منع الحكومة الأردنية صلاة الغائب على الرئيس محمد مرسي - رحمه الله - أمام السفارة المصرية.  هل رغبة الشعب الأردني في أداء حقّ الله وحقّهم المشروع تُحرج الحكومة أمام مصر؟
إذا كانت رغبة الشعب تثير حفيظة الحكومة المصرية، فما الذي يجعل محافظ عمّان يتبناها دون أي خلفية قمعية؟
هل المنع كان حصراً أمام سفارة مصر؟ أم أنّ السماح لصلاة الغائب وفتح بيت عزاء للرئيس الراحل تمثّل قصراً أمام الأمانة العامّة لحزب الإخوان فحسب؟
وجزئية أخرى جديرة بالذكر هي التهميش الإعلامي الرسمي الأردني ممثّلاً بصحيفة "الرأي" و"الدستور" الذي بدا واضحاً من خلال التجاهل بعدم تقديم خبر وفاة الرئيس صباح الثلاثاء. حتى الصحيفة التي تروّج لنفسها بالإستقلالية "الغدّ" اكتفت بخبر الوفاة دون الإشارة إلى حيثيات الحادثة أو حجم تفاعل المجتمع العربي والأردني معها. هذه الخطوة التعتيمية كشفت حجم الإنشقاق الشعبي مع الحكومة، حيث وصل تداول الخبر في شبكات التواصل الاجتماعية والصحف المستقلة أوجه.
تزامن إحجام الزعماء العرب عن تقديم واجب العزاء بتصريح الخارجية الألمانية عزائها وحزنها على وفاته، فكانت أكثر تعاطفاً معه عربياً والأولى أوروبياً.
لم يختلف الشارع الألماني عن حكومته ممثّلة بالوقفة التأبينية للرئيس الراحل محمد مرسي وهي الأولى أوروبياً التي بدأت ظهيرة يوم نهار السبت 22 يونيو/حزيران 2019م في مدينة دوسلدورف احتجاجاً على الظلم الذي وقع على الرئيس الراحل وتأبينه، حيث تجمّعت أطياف مجتمعية عارمة وقفت موازاة للشارع الشهير شارع "الملوك" ولقد رافقت الوقفة الشرطة الألمانية حفاظاً على أمن الناس وسلامتهم، إذ شارك بها المئات من جميع المدن والجنسيات عرباً ومسلمين وأوربيين على حد سواء.
باشرت الهيئة التركية المشرفة على تنظيم الوقفة "دار الأرقم وبيت الكتاب للإرشاد" في المدينة بشكل مشرّف وحضاري، حيث استطاعت نقل الرفض لنظام العسكر في مصر تجاه الرئيس الراحل المغبون للعالم من خلال الوقفة واستنكار للظلم الذي وقع عليه، وهتافات تعالت بإسقاط حكم العسكر "يسقط يسقط حكم العسر، يسقط يسقط حكم السيسي" وأيضاً "مرسي شهيد عند الله، لا تراجع ولا استسلام السيسي لازم ياخذ إعدام".   
فهل حال الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي - رحمه الله -  كحال أفلاطون وفان غوخ نسيه العالم في سجنه وأحيا ذكره بعد موته؟
عجيبة هي تراتيب الأقدار، عُيّن رئيساً في يونيو/حزيران وعُزل في يونيو/حزيران ووافته المنية أيضاً في يونيو/حزيران وأُبّن اليوم في قلب الغرب في مدينة دوسلدورف في يونيو/حزيران، رحم الله الرئيس محمد مرسي وطيب ثراه.



الأربعاء، 19 يونيو 2019

وجوم الحكام العرب تجاه موت الرئيس المصري السابق محمد مرسي/أحمد سليمان العمري


وجوم الحكام العرب تجاه موت الرئيس المصري السابق محمد مرسي/أحمد سليمان العمري

ما هي ذريعة الحكومة الأردنية في منع صلاة الغائب على الرئيس محمد مرسي - رحمه الله - أمام السفارة المصرية؟ هل رغبة الشعب الأردني في أداء حق الله وحقهم المشروع تُحرج الحكومة أمام مصر؟

إذا كانت رغبة الشعب تثير حفيظة الحكومة المصرية، فما الذي يجعل محافظ عمّان سعد الشهاب يتبناها دون أي خلفية قمعية؟
هل المنع كان حصراً أمام سفارة مصر؟ أم أنّ السماح تمثّل قصراً أمام الأمانة العامة لحزب الأخوان فحسب؟
التهميش الإعلام الرسمي الأردني ممثلاً بصحيفة "الرأي" و"الدستور" بدا واضحاً من خلال التجاهل بعدم تقديم خبر وفاة الرئيس مرسي صباح الثلالثاء، حتى الصحيفة التي تروّج لنفسها بالإستقلالية "الغد" اكتفت بخبر الوفاة دون الإشارة إلى حيثيات الحادثة أو تفاعل المجتمع العربي والأردني معها. هذا الخطوة التعتيمية كشفت حجم الإنشقاق الشعبي مع الحكومة، حيث وصل تداول الخبر في شبكات التواصل الاجتماعية والصحف المستقلة أوجه.
الجدير بالذكر الوجوم العربي المخزي على مستوى القرار السياسي، حيث لم يقدّم أي رئيس عربي أو ملك واجب العزاء بإستثناء قطر، هذا في الوقت ذاته أعربت الخارجية الألمانية عن عزائها، فكانت أكثر تعاطفاً معه والأولى أوروبياً.

الأربعاء، 12 يونيو 2019

كسر اليمين والشمال في مؤتمر الإقتصاد للسلام


كسر اليمين والشمال في مؤتمر الإقتصاد للسلام

دوسلدورف/أحمد سليمان العمري

في حين أنّ الإقتصاد هو الآلية الأولى والأكثر نجعاً في صناعة القرار، فقد يكون أيضاً القنبلة الموقوته لتدمير الشعوب بإعتباره سبباً مهماً وراء الصراعات السياسية الأساسيّة بين الأمم، وهذا واضح بجلاء بين الدول وعلاقتها ببعض و التأثير أو خلق أي قرار من شأنه تلبية مصالح دولة ونهضتها أو الإضرار بها من خلال سطوة المال الذي تسعى لتحقيقه الحكومات والجماعات على حد سواء.
فإذا أُطّر المال بالقرار السياسي والتنفّذ العسكري صار هو القوة الوحيدة التي قد تسيطر على العالم بلا منازع، والأمثلة كثيرة وواقعنا هو الدليل الأكثر قرباً من هذا الزعم.

ما بات يُعرف بـ "صفقة القرن" المقترحة من الإدارة الأمريكية، التي سبق وذكر بعض بنودها المفوّض الأمريكي المسؤول عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط وكبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، "جاريد كوشنر" والمبعوث الأمريكي للسلام، "جيسون غرينبلات" في 17 أبريل/نيسان 2019م من هذا العام أنه سيتم إعلان خطة السلام في أوائل يونيو/حزيران الحالي.

مؤتمر المنامة
في هذا السياق، تحتضن المنامة عاصمة دولة البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران الحالي مؤتمر خطة السلام الأمريكية الموسومة بـ " السلام من أجل الازدهار". لقد أتى اختيار المنامة تحديداً دوناً عن الدول العربية لدعم ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة لإسرائيل ووزير خارجيته الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، رغم فقر موقفه خليجياً.
ويستهدف المؤتمر جذب الإستثمارات إلى فلسطين والمنطقة بشكل عام، تزامناً مع تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك في أول فعالية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية في الجزئية الأولى من المشروع.
 ولقد أعلنت دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفق تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء موافقتها على المشاركة في المؤتمر
 كالسعودية والإمارات، ونية إسرائيل المشاركة بعد تسلّمهم دعوة الولايات المتحدة، هذا مع إحتمالية مشاركة كُلّ من مصر وسلطنة عُمان من خلال مبتعثين.
بالإضافة إلى نية الدوحة بالمشاركة رغم تصريحها بوجود تحديّات إقتصادية وأخرى جيوسياسية مراعية بذلك المصلحة العليا للشعوب العربية.
في ذات الوقت يقوم "كوشنير" مع وفدٍ أمريكي رفيعٍ بزيارة إلى الأردن والمغرب والقدس لحشد الدعم الذي بدا يتضح بعدم مشاركة كثير من الأطراف المحورية إقليمياً ودولياً، وأخرها موقف جلالة الملك عبد الله، ملك الأردن بعد لقائه الآخر في عمّان تجاه مؤتمر البحرين الذي اتّسم بالتحفّظ والضبابية مع الضرورة لإقامة الدولة الفلسطينية، بإعتبارها بوابة الحلول لمشاكل المنطقة، وبتنسيق دائم ومستمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتفاق الجانبين على أهمية الموقف الفلسطيني.

رفْض الشارع العربي للمؤتمر
أثناء وصول " كوشنر" الأربعاء للعاصمة الأردنية عمّان ووقع احتجاجات شعبية تتفاقم رفضاً للخطة الأمريكية، وما يترتب عليها من تنسيق عربي في البحرين.
رغم هذا وذاك فإنّ الحكومة الأردنية ما زالت لم تعلن رسمياً عن مشاركتها أو عدمها في المؤتمر حتى اللّحظة، هذا مع رواج كثير النظريات من محلليين سياسيين أردنيين وغير أردنيين بمشاركة الأردن تارة وعدمها، وحيناً آخر مشاركة مقرونة بتقديم ذرائع وتبريرات، مع مطالبة الملك عبد الله الثاني إنصاف القضية الفلسطينية وموقف الأردن الثابت بضرورة الإعتراف بدولة عادلة للشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967م.
تزامناً مع إنهاء " كوشنر" زيارته للرباط التي لم تأتِ مخرجاتها إلّا بتصريحات حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، دون التطرّق لخطة السلام التي حضر من أجلها الآخر. حسب الوكالة الرسمية المغربية.
كما وأبدت السلطة الوطنية الفلسطينية رفضها الشديد للمؤتمر. وأكّد ذات الرفض كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات ضرورة مراعاة مصالح الفلسطينين أولاً، مطالباً الساسة العرب العدول عن مواقفهم في المشاركة إحتراماً لمشاعر إخوتهم في فلسطين. كما قابل رجل الأعمال الفلسطيني المعروف بشار المصري المشروع بالإحْجام والإِسْتِنْكَار.
تتفاوت المواقف الدولية بين الرفض والإنتقاد والقبول، ففي الوقت التي ترفض فيه الأمم المتحدة المشاركة في الشق الإقتصادي للمؤتمر، أكّدت الصين وروسيا ضرورة البقاء على إقامة دولتين كحل أساسي وعادل ورئيس في المنطقة.

قمم السعودية الثلاثة
كخطوة تمهيدية لمؤتمر البحرين، عقدت السعودية يوم الخميس الموافق 30 مايو/أيار السالف القمّة الخليجية الطارئة، لما سمّي بمواجهة التدخلات الإيرانية، تلتها في نفس اليوم قمّة عربية طارئة، لبحث الموقف العربي وتوترات الخليج. كما وعقدت بعدها بيوم الدورة الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي برئاسة السعودية، حيث شارك رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، حيث بدت زيارته في الوهلة الأولى نقلة نوعية في العلاقات السعودية القطرية، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول قطري للسعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل عامين، إثر قرار قطع العلاقات مع الدوحة الذي تبنته السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر.
تمحورت أهم النتائج لمنظمة التعاون الإسلامي في توجيه إتحاد علماء المسلمين رسالة للقادة العرب، تزامنت مع انعقاد القمتين في مكة، فيها مطالبة حثيثة لإنقاذ المنطقة من حرب مدمرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
لقد أتى عقد القمم في مكة توظيفاً رخيصاً للدين في كسب الجموع العربية والإسلامية لصفّ السعودية، بعدما نجحت الأخرى في الحصول على التأييد العربي والخليجي. كما وتعمّدت السعودية في مؤتمرات القمّة الثلاثة فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بمكة المكرمة وبجوار بيت الله الحرام إسقاط الضوء عليها وحشد القدر الأكبر عبر البيانَيين الختاميَّين للقمّتَين ليلة الخمس والجمعة الموافق 30 و31 مايو/أيار، في سبيل كسب الرأي العربي والإسلامي العام ولعب دور الضحية من خلال الاعتداءات - وهي مشروعة للرد - من قبل "الحوثيين وإيران.

مخرجات قمم مكة الثلاث
لم تبعد مخرجات القمتين عن التنديد بالموقف الأيراني والتأكيد بحجم خطورته على المنطقة، وضرورة العمل العربي الإسلامي الجماعي لحماية البلاد من تدخل إيران، بإستثناء الموقف السوري الذي أقرّ شرعية الوجود الإيراني على أرضه. في الوقت ذاته حذّر الرئيس العراقي برهم صالح من تبعات الأزمة الإقليمية والدولية مع إيران التي تنذر بالتحول إلى حرب شاملة، إن لم نحسن إدارتها.
أحد أهم المخرجات الحقيقية لقمم مكة الطارئة الثلاث هي الإرهاصة حول تفاقم التوتر في العلاقات السعودية الإماراتية مع قطر من خلال التصريحات التي تقدّمها الدوحة وتفاعل السعودية معها سلباً، فيما يتعلق ببعض البنود مع السياسة القطرية، كخلق لغة حوار مع إيران، بدل دعم آلية التصعيد، والإحساس بالإمتعاض جرّاء تجاهل القمتين القضايا المحورية كفلسطين. بالإضافة إلى تصريح وزير الخارجية القطري حول إنهاء إقرار بياني القمتين العربية والخليجية قبل انعقادهما ودون الرجوع إلى الدول الإعضاء أو طرح قضايا القمتين معهم.
قد يكون التصريح الأخير هو الفتيلة الأكثر مساهمة في إشعال نار الخلاف مجدداَ بين الفريقين.
كلّ ما يدور في القمم العربية والإسلامية لا يدخل أبداً قيد التنفيذ، وخاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية المحورية، والشاهد على هذا هو تعمّد الإحتلال الإسرائيلي حماية المتطرفين اليهود أثناء الإقتحامات السافلة لحرمة المسجد الأقصى، التي صادفت يوماً بعد إنتهاء القمم الثلاث.
بند آخر في غاية الأهمية أتى أيضاً بعد إنتهاء القمم بأيام، ألا وهو إلتهاب الشارع السوداني والخطوات العسكرية التصعيدية القمعية الوحشية التي يُقدِم عليها المجلس العسكري لفض الإعتصامات التي تطالب بتسليم السلطة للمدنيين في الخرطوم.
فهل لقاء عبد الفتاح السيسي مع عبد الفتاح البرهان - ولهما في تشابه إسميهما نصيب - وتزامن إنقضاء القمم العربية والإسلامية والسبل الإجرامية التي تتبعها قوات الدعم السريع السودانية التي راح ضحيتها لغاية اللحظة ما يزيد عن 100 قتيل عد الجرحى جاء عَرَضاً؟
 هل هذا هو المؤشر على النصح السيسي والتأييد السعودي الإماراتي الذي ما زال يحصل عليه الآخر حتى الآن؟
وللمراقب أنّ يقرأ العامل الزمني والتقارب السياسي العسكري السوداني المصري المشترك، بالإضافة للمواقف السعودية الإمارتية الراهنة والداعمة.    
فهل أتى هذا كله محضاً للصدفة؟ أم أنّه الدليل على مسرحية القمم العربية وحجم تبنيها الحقيقي للقضية الفلسطينية ومعها القضايا التي لا تتجاوز الجزيرة العربية؟
ماذا فعلت الدول العربية والمنظمة الإسلامية تجاه الانتهاكات الإستفزازية الصريحة؟ علّ هذا كلّه يؤكد الزعم القطري حول قمم مكة الثلاث!
مطالبة السعودية والإمارات لعقد القمم والنتائج التي خَلُصت إليها ورشات العمل قد تنقسم إلى شطرين وبتوسع وتفصيل سيتجاوز الأكثر:
الشطر الأول لموقف السعودية، الحليف الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية هو حجم الضغوطات التي تمارسها الحكومة الأمريكية متمثلة برئيسها "دونالد ترامب" لضم الدول العربية لموقف السعودية من أجل المشاركة في مؤتمر المنامة الذي يعني بالضرورة الموافقة المبدئية  لتمرير "صفقة القرن".
الشطر الثاني هو إيقاظ الشبح الإيراني من جديد في منطقة الخليج لجعل المنطقة في أجواء من التوتر والقلق الدائمين وبصورة أكثر تشنجاً وأبعد عمقاً ونفعاً لأمريكا من خلال تصعيد تصريحات الإدارة الأمريكية لتنذر بحرب جديدة.
 وهو الذي تدندن عليه جميع الحقبات الحكومية الأمريكية منذ 70 عام في كل مرة تحتاج لضخ المال لخزينتها، ولا يختلف "ترامب" ووزير خارجيته "مايك بومبيو" ومستشار الأمن القومي "جون بولتون" عن أسلافهم في هذه السياسة القديمة المجبر على تصديقها جميع الدول النفطية وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية.
في ظلّ هذه الظروف فأني أرى أنّ السياسة الأمريكية تسير بالإتجاه الصحيح من حيث كم الخوف الذي تخلقه إدراة "ترامب" في دول الخليج، حتى لا يكون لها ملجأ غير أمريكا، وبالتالي لا يقتصر الحضور العسكري في المنطقة على استنزاف مقدراتها، بل تتجاوز لتصل إلى تطبيق أجندة إسرائيلية تفرضها الحكومة عليها مقابل الحماية الوهمية، بالإضافة إلى ما ورد عن وزير الخارجية مؤخراً في فرضية رفض خطة السلام، التي ستسبّب حرج للدول المتبنية للمشروع.
هذا هو حال مصدر القوة الكائن في الإقبال والإحجام والكرّ والفرّ، رضي الله عن الصحابي البطل خالد بن الوليد.
إذن، تداعايات القمم الثلاثة التي دعت إليها السعودية هي الخطوة المبدئية البديهية التي فرضتها التجهيزات العسكرية الأمريكية في المنطقة، مع استمرارية التصريحات الصحفية الخطيرة بين الطرفين والتهديد بنشوب حرب دامية تنذر بفناء دول الخليج لتصل للمنطقة بأسرها.
هذا النوع من التزايد و التَضَخُّم و تَعَاظُم الأزمة المصطنعة أدخل دول الخليج بحالة هيستيرية جعلتها على أتمّ الجاهزية لتقديم أي ثمن مقابل البقاء.
يقول المثل العربي: "اكسر في اليمين واجبر في الشمال" بما معناه، الترغيب والترهيب، إلّا أنّ لسان الحال يقول أنّ أمريكا وإسرائيل وروسيا في الجبهة الأخرى كسروا اليمين والشمال حتى لا يبقى لنا غير الإذلال والإستسلام بإسم السلام. 
وهذا كلّه يتم تسويقه تارة بإسم الغيرة على الدين وأخرى اللُّحمة القومية العربية. 

وكلّ عام ونحن للكرامة والعزة أقرب، كلّ عام والأمّة العربية والإسلامية بخير.

الأربعاء، 5 يونيو 2019

كل عام وأنتم بخير، أحمد سليمان العمري

الكاتب: Ahmadomari   بتاريخ :  9:52 ص   برقية عيد بدون تعليقات

الخميس، 23 مايو 2019

اكسر خشمك وتوظف، أحمد سليمان العمري



اكسر خشمك وتوظف، أحمد سليمان العمري

تعلن الحكومة الأردنية إبتداءً من اليوم قبول جميع طلبات توظيف الأكاديمين الأردنيين، شريطة أن يكون صاحب الطلب أنثى ومكسور "خشمها"، ويُنظر في الطلب إذا كان الخشم مهشم أيضاً.
هذا مع توفير الحكومة عناء المتعطل المجيء للتوقيع، لأنها ستبعث بأربعة ممثلين عنها إلى المستشفى "إذا بعدها حاجزة السرير" أو البيت لقبول الطلب.






الأحد، 12 مايو 2019

فلسطين الجديدة، أحمد سليمان العمري


فلسطين الجديدة
أحمد سليمان العمري
نقلاً عن وسائل إعلام عربية ودولية يوم الثلاثاء 7 مايو/أيار2019م نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" وثيقة تناقلتها أوساط في وزارة الخارجية الإسرائيلية، دون الإعلان عن الجهات المسؤولة عن تسريب بنود وثيقة "صفقة القرن" المقترحة من الإدارة الأمريكية، رغم أنّ العديد من البنود سبق وذكرها المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، "جيسون غرينبلات" والمفوّض الأمريكي المسؤول عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط وكبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "جاريد كوشنر" في 17 أبريل/نيسان 2019م أنه سيتم إعلان خطة السلام بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، في أعقاب فوز رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بالإنتخابات، وبعد إنتهاء شهر رمضان في أوائل يونيو/حزيران المقبل.

ولقد نوّه كوشنر بأن مقترح السلام في الشرق الأوسط يتطلب تنازلات مؤلمة من الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي. وكان قد حثّ مجموعة من السفراء في واشنطن على التحلّي بذهن منفتح تجاه مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الصفقة.

"فلسطين الجديدة" هي الكيان التي تقدّمه الوثيقة المسربة على أنّها الدولة التي تجمع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون منزوعة السلاح وبعدد محدود لقوى الأمن لأغراض حفظ الأمن الداخلي ليس أكثر.
أمّا فيما يتعلق بالملف الأهم وهو ملف القدس، فالصفقة تنص عل إخضاع المدينة المقدّسة لبلدية الاحتلال مع إعطاء الفلسطينين دور في تولي قضية التعليم، في حين غُيّبت قضية اللاجئين بشكل كامل، ولم تأتِ الوثيقة على ذكرها.

الجزئية الأولى فيما تداولته أوساط في المطبخ السياسي الإسرائيلي من تسريب بنود وثيقة صفقة القرن تتمحور حول:

أولاً: الإتفاق
يتم توقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس وتقام دولة فلسطينية يطلق عليها "فلسطين الجديدة" على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة.

 ثانياً: إخلاء الأرض
الكتل الاستيطانية تبقى كما هي بيد إسرائيل، وستنضم إليها المستوطنات المعزولة مع توسّع مساحة هذه الكتل.

ثالثاً: القدس
مسؤولية مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة، بحيث يُنقل السكان العرب ليصبحوا سكاناً في فلسطين الجديدة، في حين تتولى بلدية القدس المسؤولية الشاملة عن جميع أراضي المدينة، بإستثناء التعليم الذي تتولاه فلسطين الجديدة، في حين تدفع الأخيرة لبلدية القدس اليهودية ضريبة الأرنونا والمياه.
علماً أنّ "الأرنونا" هي ضريبة الأملاك السنوية المفروضة على سكان الدولة، الذين يملكون أملاكاً ويتم جبايتها من قبل بلدية الاحتلال.
 كما أنه لن يُسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يُسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. لن يتم ضمّ مناطق إضافية إلى القدس، وستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم.

رابعاً: غزة
تمنح مصر أراضٍ محددة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومنطقة تبادل تجاري، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها. حجم الأراضي وثمنها يكون متفق عليه بين الأطراف بواسطة الدول "المؤيدة". يُشق طريق سريع بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة.

خامساً: الدول المؤيدة
الدول التي تعهدت أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته إقتصاديا وهي الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط.
ولهذه الغاية يتم رصد مبلغ 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمشاريع تخصّ فلسطين الجديدة، وهي  ثمن ضمّ المستوطنات لإسرائيل وبينها المستوطنات المعزولة التي تتكفل بها إسرائيل.

سادساً: توزيع المساهمات بين الدول الداعمة:
أ‌-                      الولايات المتحدة الأمريكية 20 ٪.
ب‌-                    الإتحاد الأوروبي 10 ٪.
ت‌-                    دول الخليج المنتجة للنفط 70 ٪، وتتوزع النسب بين الدول العربية حسب إمكانياتها النفطية.
وتفسير تحميل دول النفط غالبية تكلفة المشروع لأنها هي الرابح الأكبر من الاتفاقية.

سابعاً:  الجيش
يُمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيش، والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة.
سيتم توقيع اتفاق بين إسرائيل وفلسطين الجديدة على أن تتولى إسرائيل الدفاع عن فلسطين الجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذه الحماية، ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش الإسرائيلي ثمنا للحماية.

ثامناً: الجداول الزمنية ومراحل التنفيذ
عند توقيع الاتفاقية:
-                     تُفكِّك حماس جميع أسلحتها، ويشمل ذلك السلاح الفردي والشخصي لقادة الحركة.
-                     يأخذ رجال حماس بدلاً عن ذلك رواتب شهرية من الدول العربية.
-                     تُفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية من خلال المعابر الإسرائيلية والمصرية، وكذلك يفتح سوق غزة
مع الضفة.
-                     بعد عام من الإتفاق، تقام انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين الجديدة، وسيكون بإمكان كل
 مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات.
-                     بعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجياً لمدة ثلاث سنوات.
-                     في غضون خمس سنوات سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة، وحتى ذلك الحين
يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانيء إسرائيل.
-                     الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل تبقى مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع
الدول الصديقة.
-                     يقام جسر معلّق يرتفع عن سطح الأرض 30 متراً ويربط بين غزة والضفة، وتوكل المهمة لشركة
صينية والتي بدورها تتحمّل تكلفة 50 %، بينما اليابان، كورية الجنوبية، أوستراليا وكندا كلاً منهما يتحمل 10 % في الوقت الذي تساهم فيه أمريكا والإتحاد الأوروربي مشتركين بنسبة 10 %.

·                   غور الأردن
- سيظل وادي الأردن في يدي إسرائيل كما هو اليوم.
- سيتحول طريق 90 إلى طريق ذو أربعة مسارات.
- إسرائيل تشرف على شق طريق 90 في حين يُخصّص مسلكين من الطريق للفلسطينيين، ويربط فلسطين الجديدة مع الأردن، ويكون الطريق تحت إشراف الفلسطينيين.

·                   العقوبات
- في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإن الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين.
- في حال وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الإتفاق، ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية في أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، وستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن أمريكا لن تقبل أنّ يتحكم عشرات فقط بمصير ملايين البشر.             
-  في حال رفضت إسرائيل الصفقة، فإن الدعم الاقتصادي لإسرائيل سوف يتوقف.

بعد هذا العرض لما تضمنته صفقة القرن كما نُشرت في وسائل الإعلام، نجد بأنه لزامناً علينا أن نقف أمام بعض بنودها بالدرس والتحليل، لخطورة ما تحمله من تصفية للقضية الفلسطينة وإسقاطها عمداً للحقوق الثابتة التي أقرّتها الشرعية الدولية، كحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود عام 67 وفقاً للقرار 242 وكذلك إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين استناداً للقرار 181.



بداية وبالنظر إلى موقف منظمة التحرير المتمثّل في البيان الصادر عن لجنتها التنفيذية نقلاً عن روسيا اليوم مطلع أيار 2019م أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصعيد النشاط الإستيطاني يهدف لفرض الإستسلام على القيادة والشعب الفلسطيني، متزاماً مع تكثيف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتدمير منازل المواطنين بذرائع مختلفة تحت غطاء "صفقة القرن"، هو بحدّ ذاته رفض.
إذا كان كذلك، فما هي البدائل التي يراهن عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدما جدّد رفضه للخطة الأميركية في الأيام السالفة شكلاً ومضموناً، علماً أنّ الموقف العربي لا يزال متسماً بالضبابية ولم يتم تنفيذ أي بند من مخرجات قمة تونس، والتي دعت لتمكين السلطة سياسياً واقتصادياً، فشبكة الأمان العربية التي وُعِد الفلسطينين بتقديمها لهم في حال مُورست عليهم ضغوطاً إقتصادية لم يُنفّذ منها أي شيء، وتعاني السلطة الفلسطينية منذ ثلاثة أشهر من أزمة مالية خانقة تهدد وجودها، فهي غير قادرة على دفع رواتب العاملين فيها أو الإيفاء بالتزامتها المالية تجاه قطاعي التعليم والصحة، الأمر الذي يشكل ضغطاً داخلياً إضافياً على السلطة، ويضع مستقبلها السياسي على شفا حفرة.
في ضوء الانحياز الأميركي للإحتلال الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة لم تَعُدّ مؤهلة لتلعب دور الوسيط النزيه، وعليه لا بدّ من عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة وتوسيع دائرة المشاركة إلى جانب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
في سبيل تحقيق ذلك لا بدّ من خلق موقف عربي ضاغط، وبالاستفادة من علاقات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، الذي لعب درواً محورياً في صياغة إتفاقية أوسلو، وهو ضامن لها ويعتبر المانح الأول للسلطة الفلسطينة منذ تاسيسها في بداية التسعينيات من القرن المنصرم.
هذا بالإضافة إلى العمل على تعزيز دور كل من روسيا والصين، وهي بالمناسبة دول لها مصالح في الشرق الأوسط، وهي حريصة أيضاً على أنّ يكون لها دور في الملف الأكثر تأثيراً وعمقاً في المنطقة، المتمثّل في الصراع العربي الإسرائيلي.
بالنظر إلى هشاشة المواقف العربية المنفردة، فهنا يجب العمل على تعزيز دور جامعة الدول العربية وإعطائها مساحة تمكّنها من الانخراط بشكل كامل في إدارة الصراع حول ملف "الصفقة". 
من خلال ما سميّ بـ "بنود صفقة العصر المقترحة" أستشف أمرين، أحدهما اعتماد متبنيّ الصفقة على الضعف العربي الدائم واعتبار إسرائيل قوة عظمى في المنطقة، وتجهيزها مستقبلاً كشرطي دوره حماية دول الجوار مثل الدول الخليجية النفطية التي يترتب عليها بالنهاية دفع فاتورة التجهيز العسكري لدولة الإحتلال، ومعها تصفية القضية الفلسطينية التي تمضي مع مشروع القرن بطريقة عكسية، بحيث تَسير ديمومة دولة إسرائيل بشكل إنسيابي ومعها تصل القضية لمراحلها الأخيرة.
الأمر الثاني ما حملته الإتفاقية من تناقضات سواء كان الحديث عن الحدود المشتركة بين فلسطين الجديدة  وإسرائيل، علماً بأن الأخيرة رفضت تعريف أي حدود لها، كذلك التناقض الواضح في الحديث عن الدول التي تعهدت بدعم صفقة القرن، سواء دول عربية أو آسيوية، في حين لم يصدر أي شيء يفيد بتبدّل مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، متمثلة في فكرة حلّ الدولتين.
طرح الوثيقة في هذا التوقيت يثير عندي بعض التساؤلات حول مصداقية التسريب أو إذا كان الهدف منه تهيئة الشارع العربي للمقترحات حول التغيير الجغرافي والسياسي في المنطقة، ويبقى التساؤل الأهم ماذا قدّمنا نحن العرب لمواجهة صفقة القرن التي من شأنها إذلال الشعب الفلسطيني ومعه العربي في آن.  



الخميس، 9 مايو 2019

صفقة القرن أم المنسف، أحمد سليمان العمري


صفقة القرن أم المنسف، أحمد سليمان العمري
كنت أعتقد حتى هذه اللحظة بأن المنسف أردني من أقصى الشمال حتى أقاصي الجنوب، وتطهيه وتأكله كل مشارب الأردن وشرائحها، حتى قرآتي اليوم بيان صادر عن مجموعة من أبناء السلط الأحباب يتضمن رفض أكل المنسف من الصحن، هذا لأن المنسف سلطي ولا يؤكل إِلَّا من السدر.

وعلى هذا عُلّقت امتحانات التوجيهي لحين الوصول لاتفاقية حول أكل المنسف في الوجبات الرمضانية من الصحن أو السدر.
هل يتوجب علي الآن تقديم إعتذار رسمي لأنني كنت أدّعي بأن المنسف أردني كوني من إربد بعد البيان السالف ذكره بالمنسف سلطياً حصراً؟
هذا مع شهادتي بأن المنسف السلطي "بالحواجه" طيب جداً.
بيان تقدّمه وكالة أنباء سرايا وتعاود نشر الرد عليه، هذا دلالة على حجم الموضوعية الإعلامية المهمّة التي تمتهنها.

Back to top ↑

كلمات من العمري

في بداية خطابي أشكر زائريّ ممن بحث عني بأسمي أو دخل منزلي صدفة فراق له البقاء. وجزيل شكري لكل أصدقائي وأحبتي ممن يعملوا في الخفاء لنشر كلماتي دون تقديم أشخاصهم، إيمانهم بها أو بي وإن زل قلمي حيناً يقينهم إذعانَ قلبي وعقلي لها. لقد ترددت كثيرا قبل أن أفتح هذا الباب الذي عمل عليه صديقي الأستاذ أنس عمرو وصديقي الدكتور ضياء الزعبي - جزاه الله كل الخير- ولم يتركني حتى كَمُل على وجه رضيناه للأخوة القراء الكرام ... المزيد
كن على تواصل واتصال معنا

© 2018 أحمد سليمان العمري.
Design By: Hebron Portal - Anas Amro .