بسم الله الرحمن الرحيم
كلَ عام وأنتم بخير، كلً عام وفينا القتل برخصة ومن شدة
الظلم خلناه نزهة. صرنا ضحية الحاكم، ما همّه عزاءٌ في بيتنا، فكيف الفرح ومنذ
البارحة عند جاري الترح؟
ضحّوا تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، وما أقرب
أضحية خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ إلى الله، حين أخذ الجعد بن درهم في مدينة وَاسِطٍ يوم الأضحى وعلى رؤوس من شهد
العيد معه من المسلمين، لا يعيبه به عائبٌ، ولا يطعن عليه طاعنٌ، بل استحسنوا ذلك
من فعله وصوَّبوه،
فخَطَب بالناس وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اِرْجِعُوا
فَضَحًوا، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ
دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَمْ
يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ
دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ.
فهل أخذ حاكمنا واحداً أقل جرأة على الله والناس من
الجعد فذبحه؟ أم أنَنا الذين كُسرت أنفسهم فأصبحنا والأضحية سواء؟
كل عام ونحن الجعد مصيرا.