المُعَلِم
ارتضى المعلمُ الفقرَمَع العلمِ
والعزَ انتظر
اكتفى بالرسالةِ للجيلِ ذخرا
رحمَ اللهُ مَن عَلمَني الحَرفَ
حَمزةُ وجمالُ والمُنتَصِر
حَملوا العِلم هامةً وفَخرا
كُنا بِحضرتِهم خَشباً
وهيبةً للحاجةِ لا نَعتذر
رَفعوا القَلمَ والهمةَ
صَخَرا
واقتسموا مع الجندي سلاحهُ
اليومَ احتضر
أعطوا مِن العلمِ والأدبِ زخرَ
ماذا نُعطيهم؟ ونحن لكل المحاسنِ نفتقر
وغارت الأيامُ وصارَ المعلمُ صِفرا
يقفُ الطالبُ له ويكفيهِ صفعةً ويفتخر
لا عجب والقدسُ حزينةٌ حسرا
وبغدادٌ سقطت وغير الخنوعِ لم ننتظر
والشامُ كلَ يومٍ تقتلُ صَبرا
المعلمُ رسولٌ فكيفَ بأمةٍ فيها
الرسولُ يضربُ ويحتقر؟
بشّر الأوطانَ بسفلا
ما بقى الأستاذُ بأعينهم إلاّ هِرا
هنيئاً لنا بغدٍ الذلُ يُبتذل
ومكارمُ الأخلاقِ لا تُحتَمل
![]() |
المُعَلِم |
من ديواني "رذاذ وجعي"